يتضح من دراسة هذا الجامع في حالته الراهنة أنه أضيفت به زيادات في الجهتين الشرقية والغربية، أما المساحة الأصلية للجامع والمحصورة بين هاتين الزيادتين تبلغ من الشرق إلى الغرب 57.16 متر ومن الشمال إلى الجنوب 49.19 متر، ويؤدي إلى المسجد الأصلي أبواب في حوائطه الشرقية والغربية تنتهي إلى سلالم هابطة لارتفاع مستوى الأرض الحالية خارج المسجد الأصلي عن أرضية بناء المسجد الأصلي.
الوصف المعماري للمسجد الكبير في سوسة
صحن المسجد مستطيل الشكل قياسه 41.25 متر من الشرق إلى الغرب و 22.25 متر من الشمال إلى الجنوب يحيط به بائكات من عقود تشبه حدوة الفرس من الجوانب الشرقية والغربية والشمالية، أما البائكة التي تطل عليه من الجهة الجنوبية فعقودها مدببة ويتوج أعلى واجهاته المطلة على الصحن كتابات كوفية فيما عدا الواجهة الجنوبية، وهذا أمر طبيعي حيث أن هذه البائكة أضيفت سنة 1086 هجري.
أما رواق القبلة فيتكون من ثلاثة عشر بلاطة عمودية على جدار القبلة بواسطة اثني عشر بائكة، وتحمل الأعمدة التي تحمل عقود هذه البائكات العمودية أيضاً عقود ست بائكات موازية لجدار القبلة، وهذا الأسلوب الإنشائي تصبح كل بلاطة مقسمة إلى ثلاثة عشر منطقة، وهذه المناطق مغطاة بأقبية طولية متقاطعة، فيما عدا المربع الذي يتقدم المحراب من الجنوب إلى الشمال حيث يعلو كل منها قبة، ويلاحظ أيضاً الاختلاف في مستويات ارتفاع العقود العمودية عن العقود الموازية وبخاصة في البلاطات الثلاث الأولى من الجنوب إلى الشمال في حين يتساوى الارتفاع في بقية بائكات الرواق.
خصائص الجامع الكبير في سوسة
يتوسط جدار القبلة محراب بين المصلي، وفيه فتحة باب تؤدي إلى حجرة خاصة بوضع المنبر، هذه الحجرة يبلغ قياسها 2.19 متر من الجنوب إلى الشمال وعرضها 1.13 متر من الشرق إلى الغرب وهي خاصة بتخزين المنبر بها بعد إقامة الخطبة حتى لا يشغل جزء من ساحة الصلاة ويقطع صفوف المصلين، وقد انتشرت ظاهرة إنشاء حجرات المنابر في بلاد الشمال الإفريقي في هذه الفترة انتشاراً واسعاً، وإذا كان العباسيون قد اهتموا بإنشاء مساجد جديدة فإنهم اهتموا أيضاً بتعمير المساجد السابقة على عهدهم، ولعل أبرز مثال على ذلك تجديدات عبدالله بن طاهر سنة 122 هجري.