الجوامع الفاطمية

اقرأ في هذا المقال


الجامع الأقمر – جامع الآمر بأحكام الله:

وقد بني عام 519 هجري، وهو من مساجد العصر الفاطمي الثاني (عصر الخلفاء الضعاف) وتبدو عليه تأثيرات المرحلة من الترف والرفاهية الزائدة، مما يؤذن بالضعف والانحلال، والذي يتمثل في العجز عن القيام بالأعمال الكبيرة العظيمة والاكتفاء بالأعمال الصغيرة المبهرجة، مما يعرف بالفنون الصغرى؛ الزخرفة والأعمال اليدوية الحرفية والخاصة بالأدوات المنزلية، حيث يرقى الجيد منها إلى رتبة التحف الثمينة، وهذا ما يتميز به الجامع الأقمر عن الأزهر والأنور.

فالجامع الأقمر عبارة عن مصلى صغير مستطيل الشكل يتوسطه صحن مركزي مكشوف تحيط به ثلاثة أروقة وبيت صلاة والأروقة مغطاة بقباب (قبوات) منخفضة محمولة على مثلثات كروية مقلوبة مثل القباب البيزنطية ولعله أثر وافد من الشام، حيث الاحتلال الفرنجي الصليبي.

والأقمر من الناحية المعمارية بسيط إذ يقوم على أعمدة مبنية تحمل عقوداً مدببة، وترجع أهميته لواجهته الحجرية الغنية بزخارف منحوتة، وهي موازية بخط تنظيم الشارع ومنحرفة بالنسبة لحائط القبلة، وهي تعد أول واجهة لعمارة دينية في مصر زخرفت بهذا الأسلوب، فهي غنية بحنايا تنتهي بتضليعات مخوصة على شكل الصدفة.

كما تحتوي على أول شكل للمقرنصات في مصر، حيث كتبت على واجهة المسجد أسماء من أقاموه، وهذه الزخرفة تحفة فنية وهو من أجمل المساجد الفاطمية وواجهته تدل على مهارة عظيمة في مجال النحت في الحجر في العهد الفاطمي والمثال على ذلك الوردة المفرغة بالحفر، وكذلك المقرنصات الزخرفية التي ظهرت بشكل راقي، أما الحفر على الخشب فيظهر في معبرة الباب (الخوخة) التي حفرت بها زخارف متعرجة تمتاز بالبساطة والجمال، كما أنه يعتبر من نوع المساجد المعلقة إذ يصعد إليه بدرج تحته مجموعة من الدكاكين، وسينتشر هذا النوع في مصر في العهد العثماني في الوجه البحري حتى أنه سيعرف باسم (طراز دلتا).

جامع الصالح طلائع بن رزيك:

وهو آخر أثر للفاطمين في مصر بني عام 55 هجري قبل انهيار دولتهم بعشر سنين، وهو من نوع المساجد المعلقة وبني في ميدان باب زويلة وارتفاعه عن الأرض أربعة أمتار وأسفله من جهة الواجهة توجد حوانيت (دكاكين) ويصعد إليه بدرج فوقها، وهو صغير الحجم بسيط المعمار غني بالزخراف وهي مميزات مساجد العصر الفاطمي الثاني خاصة المعلقة منها.


شارك المقالة: