منذ أن وجد الإنسان على سطح البسيطة بدأ يتفاعل مع البيئة التي يعيش وسطها معتمداً في ذلك على قدرته الذاتية في تطوير نفسه وتلبية حاجاته، فعمل على إيجاد مأوى يلجأ إلي من المواد المتوفرة في بيئته الطبيعية، ومن الطبيعي أن تتباين المواد البنائية من مكان إلى آخر حيث يتوقف ذلك على الظروف المناخية والطبيعية والعوامل الجيولوجية.
خصائص الحجر الجيري
لقد تطورت مهارات الإنسان في التعامل مع المواد الخام المتوفرة وله من طين حجر وخشب فعمل على توظيفها لخدمته والذي أدى بدوره إلى تفهمه وتعمق معرفته لخصائص كل منها، ومن ثم وظف هذه المعرفة والخبرة الفنية في نتاجه المعماري والفني ومن أهم هذه المواد التي استعملها المعمار في الهند الحجر الجيري.
الججر الجيري من الأحجار التي اعتمدها المعمار في بناءه للمساجد الهندية، وهو حجر رسوبي يشكل الكلس (كاربونات الكالسيوم) المادة الرئيسية في تكوينه وتكثر مقالعه في الهند والتي نجدها في جميع مدن الهند.
يعود التكوين الجيولوجي لهذا النوع من الحجارة ضمن طبقة من الترسبات الصخرية الطبقية والمتكونة من طبقات خفيفة متتالية امتزجت مع بعضها وتماسكت ذراتها بفعل الحرارة والضغط، حيث يتم استخراجه على شكل صخور كبيرة غير مهندمة ومن ثم يتم تشذيبه وتقطيعه على هيئة كتل حجرية منتظمة المقطع ليكون جاهزاً لاستخدامه في البناء، وهو ما نراه بكل وضوح في عمارة مسجد عيسى خان ومسجد جمالي كمالي والذي يمتاز بلونه العسلي الفاتح.
الصفات التكوينية للحجر الجيري
أما الصفات التكوينية لهذا النوع من الحجارة فهي تمتاز بكثرة المسامات؛ وذلك ناتج عن زيادة نسبة الرمل الداخل في تركيبها وهو ما يعطيها مقاومة كبيرة لتأثير الأمطار الحامضة والناتجة عن إذابة أوكسيد الكربون في الجو، حيث تتحول مياه الأمطار إلى محلول حامض الكاربونيك الذي يكون يكون ذو تأثير بطيء على التكوينات الجيرية، وهو ما يتناسب مع مناخ شبه القارة الهندية والتي تمتاز بأمطارها الموسمية الغزيرة، حيث وظف المعمار الصفات المتوفرة في في مواد البناء تبعاً لمتطلبات الأجواء المحيطة به.
فضلاً عن كون هذا النوع من الحجارة يمتاز برداءة توصيله للحرارة والقابلية على امتصاصها والاحتفاظ بها وهو ما يوفر عزل كامل للمبنى من الظروف الخارجية.
