خصائص الدور والقصور في العمارة الإسلامية:
برع العرب والمسلمون في بناء القصور والبيوت في العهود الإسلامية، فكان أول قصر شيد في سورية قصر الخضراء الذي بناه معماوية بن أبي سفيان أيام ولايته على الشام كدار للإمارة، في مكان يقع عند الجدار الجنوبي للجامع الاموي في دمشق، وقد توارثه الخلفاء الأمويون من بعده، وكانوا يدخلون منه إلى الجامع الأموي من باب خاص أُغلق فيما بعد، بعد ذلك أصيب القصر بالخراب بعد سقوط الدولة الأموية.
إلى جانب ذلك فقد بنى خلفاء بني أمية قصوراً عديدة منها: ثلاثين قصراً أموياً أغلبها قامت على تخوم البادية، وكانت هذه القصور مقراً للخلفاء، حيث كان أشهرها في سورية كقصر الحير الغربي وقصران في الحي الشرقي وقصران في الرصافة وقصر أسيس.
كما أن أطلال هذه القصور الأموية الأولى لا تزال قائمة حتى هذا اليوم، حيث تعطي صورة واضحة عن فنون الهندسة والتخطيط في العصر الأموي، كما يتضح من تخطيطها خصائص وميزات العمارة العربية الإسلامية، ويلاحظ ذلك أيضاً في توزيع الوحدات داخل التخطيط العام وفي تخطيط تلك الوحدات على الرغم من تأثرها بما وجد من المنجزات المعمارية والفنية في سورية.
سمات الدور والقصور في العمارة الإسلامية:
إن الشكل المعماري للمساكن والقصور قد تأثر بالعادات والتقاليد العربية وطابع المحافظة على حرمة الحياة العائلية، كما يأتي بعد ذلك الضرورات الجغرافية التي أوجبت إقامة الصحون والأروقة، وقد استعان الفنان العربي متفنناً في عمارته بما انتقاه من تقاليد معمارية وزخرفية كانت شائعة في عصره بما يتلائم مع عقيدته وذوقه العربي.
قامت القصور العربية وفق مخطط متشابه وشكل معماري موحد يقوم على مبدأ السور المحيط، حيث تُشرف على الصحن الداخل أروقة تعقبها غرف من طابق أو طابقين، كما يأخذ السور طابعاً حصيناً بعيداً عن الفتحات والزخارف، إضافةً إلى أنه كان مزود بأبراج ذات مسقط دائري أو نصف دائري.
وقد اعتمدت الزخرفة في داخل تلك القصور على الفسيفساء والفريسك (الرسوم الجدارية)، كما استعملت النقوش الجصية التي غطت بعض الواجهات مثل قصر الحير الغربي، وتشتمل المواضيع الزخرفية أيضاً على صور زخارف نباتية وهندسية ومشاهد من الطبيعة، والتي كانت تتميز بأنها ذات زخرفة جذابة تعتمد على نوع من البساطة.