الرخام في عمارة المساجد الهندية

اقرأ في هذا المقال


الرخام أو ما يعرف علمياً (marble)، وهو من المواد الإنشائية شائعة الاستخدام في عمارة المباني الإسلامية في الهند وخاصة تلك التي تعود إلى عصر الإمبراطور شاه جيهان، لا بل يمكننا اعتباره الطابع المميز لعمائر ذلك العصر، حيث شاع استخدامه على نطاق واسع في مختلف العمائر سواء أكانت الدينية منها كما هو الحال في مسجد موتى ومسجد ناجينا والمسجد الجامع في دلهي.

وصف الرخام في عمارة المساجد الهندية

على الرغم من كثرت مقالع الرخام في الهند، إلا أنه يمتاز بغلاء ثمنه قياساً بمواد البناء الأخرى خاصة الأنواع النقية منه والتي تمتاز ببياضها الناصع، ويعد الرخام بشكل عام من الصخور المتحولة تبلورت بفعل الحرارة والضغط من بعض الصخور الجيرية، حيث تنصهر تلك الصخور بفعل الضغط أو الحرارة أو كليهما معاً، ثم تعود لتتصلب بعد أن تنتظم جزيئاتها على شكل بلورات، وكلما كان تبريدها بطيئاً كان التبلور صغير المسام لا يسمح بمرور الرطوبة بين جزيئاتها.

لذلك فهو يمتاز بالقابلية على الصقل الجيد والمطاوعة في العمل فضلاً عن مقاومته لعوامل التعرية ومؤثراتها، وهو ما يتناسب مع مناخ شبه القارة الهندية الذي يمتاز بحرارته المرتفعة معظم فصول السنة وأمطاره الموسمية الغزيرة.

خصائص الرخام في البناء

أما فيما يخص استخدامات الرخام في البناء فقد أعتمده المعمار كمادة أساسية في بناء الجدران والسقوف والأرضيات في بعض المباني كما هو الحال في مسجد ناجينا في قلعة آجرا، أو استخدامه في تغليف الجدران خاصة تلك المشيد بالجر الكلسي، وهو ما نجده في أغلب مباني عصر شاه جيهان، حيث يتم معالجة الرخام أولاً وذلك بتهيئته وصقله وتشذيبه على هيئة الواح ذات سمك واحد ومن ثم تثبيته على الجدران ليعطي المبنى جمالاً وأناقة.

ولم تحض مادة الرخام باهتمام المعمار المسلم في الهند فحسب، بل حظيت باهتمام الفنانين أيضاً، حيث وجد الفنان في هذه المادة المساحة الخصبة لتنفيذ فنونة الزخرفية، وذلك بعدة طرف سواء كان منها عن طريق النقش على الأسطح الخارجية أو عن طريق تطعيمها برخام ذي الألوان مغايرة أو ترصيعها بالأحجار الكريمة، والتي تتم عن طريق الرسم أولاً على سطح اللوح الرخامي من ثم الحفر بواسطة ازميل خاصة وبعمق معين.


شارك المقالة: