وصف زخارف الطولونية:
أغلب زخارف المسجد محفورة في الجص نراها في واجهات الأروقة المشرفة على الصحف وحول الطارات الكبيرة والصغيرة، وفي الشريط الذي يدور حول المسجد أسفل طراز الكتابة، وفي باطن بعض العقود المطلة على الصحف، أما الزخارف المحفورة في الخشب فقليلة نراها في أعتاب بعض الأبواب، كما تلتف حول فتحات الدعائم أشرطة من زخارف المخصصة المنقوشة بعناصر نباتية وهندسية.
كما تمت زخرفة محراب الجامع بتعريقات نباتية وشريط من الكتابة الكوفية والألواح الخشبية في باطن أعتاب المسجد، تتبع طراز سامراء الثالث، وهي محفورة حفراً مائلاً أو مشطوفاً، كما يوجد بأعلى جدار المسجد إفريز خشبي مسجل عليه كتابات بخط كوفي بارز، ويؤثر هذا المسجد في النفس بضاخمته وبساطة تصميمه.
أما زخارف قصر ابن طولون في عهد ابنه خماروية فيذكر أنه كان حول الميدان بستان عجيب عمل فيه برجاً من خشب الصاج المنقوش بالنقر ليقوم مقام الأقفاص وزوقه بأصناف الأصباغ، كما عمل مجلساً برواقه سماه بيت الذهب طلى حيطانه كلها بالذهب المجدول باللازورد المعمول في أحسن نقش.
وجعل فيه على مقدار قامة ونصف صوراً في حيطانه بارزة من الخشب المعمول على صورته، وصورة حظاياه منها بوران والمغنيات اللاتي بأحسن تصوير وأبهج تزويق، وجعل على رؤوسهن الأكاليل من الذهب الخالص الإبريز، وهي مستمرة في الحيطان ولونة أجسامهم بأصناف أشبه الثياب من الأصباغ العجيبة.
فكان هذا البيت من عجائب الدينا مما يذكر تقنيات سامرا الجدارية، كما تميز قصر الميدان الطولوني في مصر عن قصور سامراء بالقناطر التي حملت إليه ماء النيل، مما يعتبر باكورة لعمليات أكبر في نقل المياه من النيل إلى القلعة في العصر المملوكي. كما يبدو التأثير القبطي الفرعي في استخدام الألوان الصفراء والحمراء والخضراء بدرجاتها المختلفة، كما يبدو أيضاً في استخدام الزخارف الذهبية، حيث تبدو الصورة للفنان أبي تميم حيدرة أحد مصوري هذا العصر.
زخارف مسجد ابن طولون:
تقع المئذنة في الزيادة الشمالية الغربية المنحرفة قليلاً عن محور المسجد، وتتكون من قاعدة مربعة تعلوها منطقة اسطوانية فوقها جزء مثمن، ويجري الدرج من الخارج حول المئذنة، وهي صورة مكررة من مئذنة جامع سامراء الملوية، حيث تتكون من قاعدة مربعة الشكل يعلوها جزء اسطواني مثمن مغطى بقبة.