الزخارف النباتية في المساجد الهندية

اقرأ في هذا المقال


تعد الزخارف النباتية من العناصر الزخرفية المهمة التي أستعان بها الفنان المسلم في تزيين المساجد ويعود السبب في ذلك إلى تنوعها وتناسق أشكالها من جهة، وإلى عدم معارضتها للأفكار الدينية التي تحرم أو تكره الاستعانة بالرسوم الأدمية والحيوانية من جهة أخرى.

الزخارف النباتية في العمارة الإسلامية

رغم شيوع الزخارف النباتية في الفنون السابقة للإسلام، إلا أن الفنان المسلم قد اهتم بها اهتماماً كبيراً، وأضاف إليها أشكال جديدة لم تكن معروفة قبل الإسلام، فضلاً عن تطويره للفنون السابقة واضفائها بحلة جديدة ميزت الفن الإسلامي عن غيره من الفنون، وذلك بابتكاره صوراً جديدة من فن الزخرفة النباتية لم تكن معهودة من قبل، والتي أطلق عليها تسمية (الارابيسك).

والتي تعتمد في تكوينها على مجموعة من أشكال من العناصر النباتية تتداخل مع بعضها البعض وتشكلاً أشكالاً زخرفية فريدة، كما أنها تتبع نظاماً خاصاً في مظهرها وتكوينها، بحيث تتداخل وتتناظر مع بعضها عبر قواعد للتناظر والتداخل، والذي يعد بجملته من القواعد المهمة في زخرفة التوريق لما له من قوة كبيرة في بعث البهجة والطموح والنمو والتنوع في تجميل المساحات المراد زخرفتها.

حيث يعود ذلك ضمن إيقاع مدروس ومنظم كما يحدث في التأليف الموسيقي الذي يخضع بدوره لأنغام محددة أساسية مع إثارة ناتجة عن أنغام تعلو وتهبط، فالفنان المسلم كان ينوع في زخرفة التوريق (الأرابيسك) تنويعاً مرتباً في إطار هندسي ثابت.

الزخارف النباتية في العمارة الهندية

إن المتتبع للزخارف النباتية المزينة للمساجد الهندية يجد أن الفنان قد استعمل عناصر نباتية متنوعة في تنفيذه لتلك الزخارف، والتي من أبرزها ورقة الأكانتس، والتي شاع استخدامها في مواضع مختلفة من المساجد فنجدها مزينة للمساند الجانبية للمنابر، كما هو الحال في منبر المسجد الجامع في آجرا، حيث تُزين الأوجه الخارجية لمساندة المنبر.

فيما نجدها في مواطن أخرى مزينة لقواعد الأعمدة كما هو الحال في أعمدة الأروقة الجانبية للمسجد الجامع في دلهي وأعمدة دكة المبلغ الرخامية التي تتقدم بيت الصلاة في المسجد الجامع في دلهي، أما مسجد فتبحبوري بيجم فنجد هذا العنصر الزخرفي مؤطراً للقسم السفلي من القبة المركزية التي تعلو بيت الصلاة.


شارك المقالة: