الزخرفة في المساجد الهندية

اقرأ في هذا المقال


تأتي أهمية الزخرفة بكونها العامل الهام في إكساب العمائر الطابع الفني المميز، ففن الزخرفة هو فن تجريدي المظهر، غير أنه في الحقيقة يحاكي الطبيعة من زاوية جديدة منسجمة مع نظرة الإسلام للوجود، كما أنه فن يبحث عن روح الموجودات بدلاً من ماديتها ويبحث في حركتها المتمثلة بإيقاعاتها بدلاً من ثباتها المدد بأشكالها الغلافية الظاهرة.

خصائص الزخارف في عمارة المساجد الهندية

لقد تمثلت الأشكال الزخرفية المنفذة في المساجد الهندية والعائدة للعصر المغولي بعناصر زخرفية نباتية هندسية بالإضافة إلى الزخارف الكتابية المزينة لمناطق محددة داخل المسجد، وخاصة واجهات المحاريب التي تكون في غالبيتها مؤطرة بأشرطة كتابية من الآيات القرآنية، فيما تخلو تلك المباني بشكل تام من الزخارف الحيوانية والأدمية، ويرجع ذلك من دون شك إلى فكرة تحريم أو كراهية تصوير الكائنات الحية في الإسلام وعلى وجه الخصوص في المباني الدينية.

فعلى الرغم من عدم ورود نص صريح في القرآن الكريم حول تحريم تصوير تلك الكائنات أو ما يدل على كراهيتها، إلا أن ما ورد من أحاديث نبوية شريفة أكدت بشكل قاطع هذه الفكرة، ولهذا نجد الفنان المسلم قد ركز عند تنفيذ زخارفه على النباتية والهندية بشكل خاص، والتي تعبر جميعها عما توارثه الفنان من أصول زخرفية وما أضافته قريحته الفنية وفق متطلبات عصره وتقليده للطبيعة من حوله وما تحويه من جمال آخاذ، حيث تعد الطبيعة وما فيها من مرئيات أساساً لكل زخرفة صحيحة، فهي وحي الفنان ومصدر الهامة وخياله، ومنها يستمد أسسها ونظمها وعناصر تكوينها.

فنجد الفنان قد أندفع وراء خياله ولكنه أخضع هذا الخيال إلى القواعد الفنية من توازن وتقابل وتماثل واشعاع، وهي جميعها من الأسس الرئيسية التي يقوم عليها فن الزخرفة عامة.

وصف الزخرفة في المساجد الهندية

لقد أكد الفنان المسلم أن النضوج والابتكار في الفن هو أن يجعل من الطبيعة وما فيها من عناصر ووحدات مواضيعاً زخرفية، فيلبسها ثوباً جديداً بلمساته الفنية وابداعاته الحسية، فالزخرفة إذاً من الفنون الإنسانية التي تنشد متعة النفس البشرية فيما تبعثه من انفعالات جمالية وابداعية وخيالية إلى جانب كونها فن تشكيلي، شأنها في ذلك شأن الفنون الأخرى.


شارك المقالة: