السبيل في العمارة المملوكية

اقرأ في هذا المقال


خصائص الأسبلة في العمارة المملوكية:

اهتم سلاطين المماليك وأمراؤهم وذو السلطة ببناء الأسبلة لتوفير مياه الشرب للعامة وعابري السبيل كسباً للثواب ولوجه الخير، وهي من الأعمال الخيرية ثوابها على أصحابها بعد الموت مادامت جارية منفعتها، وكانت المياه تنقل لهذه الأسبلة إما من النيل أو من مياه الآبار بواسطة السواقي.

وكانت الأسبلة تتكون عادة من صهريج مبني في باطن الأرض وفوقه دكان السبيل وبه فتحة فوق الصهريج (خرزة من الرخام)، وبالدكان شباك أو شباكان في معظم الأحوال وبخارج الشباك جلسات صغيرة من الحجر أو الرخام لوضع الكيزان بواسطة المزملاتي.

وكان المزملاتي يعتني بنظافة السبيل وإعداد المياه للشرب في أوقات محددة يحددها الواقف بنفسه، كما أنه كان يستعين في أداء وظيفته بأدوات مثل الحبال الليف لرفع المياه من الصهريج والأوعية المختلفة من أباريق وطشوت وكيزان نحاس وغيرها.

وقد ألحقت الأسبلة في معظم مساجد ومدارس وخانقاوات العصر المملوكي، وكانت توضع عادة في ركن المبنى، كما أنها كانت عملية تسبيل الماء تتم داخل حجرة السبيل، حيث يخرج الماء من صنبور في جدار صدر الحجرة، ويسيل على سطح بلاطة مائلة على ذلك الجدار (شادوران) المقابل للواجهة المفتوحة على الطريق، ثم من البلاطة إلى قناة في أرضيته الحجرة، وإلى قناة أخرى مستعرضة الفتحة ليشرب الناس منها بأكواب أو طاسات من النحاس، حيث إنها كانت مربوطة بالسلاسل في الشبكة البرونزية التي تملأ الفتحة على الطريق وتسمى هذه المجموعة بالسلسبيل.

ميزات الأسبلة في العمارة المملوكية:

ومن الجدير بالذكر أن الأسبلة والكتاتيب لم تظهر في مصر من العصر المملوكي، ويعتبر سبيل الناصر محمد بن قلاوون أقدم الأسبلة الباقية من العصر المملوكي، كما شاع استخدام الكتاتيب فوق الأسبلة في عصر المماليك الجراكسة، وهناك سبيلان يعلو كل منهما كتاب في مسجد ومدرسة وخانقاه فرج بن برقوق بصحراء المماليك.

وقد ذكرت وثيقة المؤيد شيخ أن جامع المؤيد كان به سبيل يعلوه كتاب بجوار المدخل الرئيسي للجامع ولا تزال بعض آثاره باقية في موضعها، كما كان لمدرسة قاني باي المحمدي سبيل يعلوه كتاب أيضاً تزال بعض بقاياه موجودة أيضاً بجوار المدخل الرئيسي للمسجد.


شارك المقالة: