السقائف في المساكن الجزائرية الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


مواصفات السقائف الجزائرية الإسلامية:

تتخذ السقيفة مكاناً بارزاً في المسكن الجزائري الإسلامي الأصيل بصفة عامة وفي القصور بصفة خاصة، لأنها تقوم مقام غرفة الاستقبال، كما يختلف مكانها من مسكن إلى آخر، تتعقد أو تكون بسيطة وفق أهمية المبنى نفسه، كذلك وفق موضعه ومساحته، ففي المسكن العادي نجدها غير مركبة بل بسيطة تنفتح على الصحن مباشرة لا يحجبها عنه إلا الباب الذي يكون دائماً مغلقاً ولا يفتح إلا عند الضرورة.
ويوجد في السقيفة للمسكن العادي عدد قليل من المقاعد في جانب واحد، منها وضعت من أجل استقبال الضيف غير القريب عن الأهل، وهي في شكلها الهندسي بسيطة قليلة الغور مقعدها من الحجر المصقول، يفصل بين المقاعد أعمدة صغيرة من حجر الرمل وأحياناً من الرخام المعالج بمختلف الأنماط الفنية، منها المضلعة الثمانية أو الحلزونية سواء المنقبضة أو المسترسلة، مزدانة بقواعد ذات أطواق وحلقات متدرجة فوق قواعد مربعة أو مكعبة كسيت جدران السقيفة والمقاعد كلها بالمربعات الخزفية الملونة المنسوبة إلى مختلف دول أوروبا، وخاصة إلى إسبانيا وإيطاليا وهولندا التي منها مدينة دلفت.
ومن الملاحظ في هذا المجال أننا ما زلنا نجهل أنواع المربعات الزخرفية العائدة إلى الجزائر، وأن كنا الآن نعرف الأنواع المنسوبة إلى تونس سواء الأصلية منها أو حتى التي أعادت تونس صناعتها.

خصائص السقائف الجزائرية الإسلامية:

للضرورة الأمنية وضعت في القصور سقائف مركبة، الأولى صغيرة وخاصة لحراس القصور، ثم تليها السقيفة الكبرى التي تكون دائماً على مسافة كاملة من نهاية السقيفة الصغرى إلى بداية بوابة الصحن، أي أنها لا تصل إلى نهاية حد القصر، بل يترك ذلك الجزء لتكوين الملقف الخاص بتزويد الهواء الجيد أو تجديد الهواء على القصور وكذلك تزويد السقيفة ببصيص من الضوء عليها.
وقد يخصص صدر الملقف كسدّة يجلس عليها صاحب الدار أو القصر في أوقات المناسبات المختلفة، ونجمل هذا القول حول ما تحتويه السقائف في مختلف أشكال المساكن والقصور بأنها تحتوي على مقاعد غائرة في الجدران المتوازيين للسقيفة، غير أنها في القصور تمتاز باحتوائها على الرخام سواء في المقاعد أو في الأعمدة ذات الأنماط المختلفة، منها على شكل الحلزونيين أو ذات الخطوط المنكسرة المثمنة الأضلاع، وهي كلها مزدوجة أو ثلاثية العدد ومعظمها منحوته من كتله واحدة.


شارك المقالة: