وصف السقوف الخشبية في العمارة اليمنية:
أشارت بعض المصادر التاريخية اليمنية إلى أهمية صناعة وزخرفة السقوف الخشبية في المساجد، على اعتبار أنها من الأعمال الهامة التي كان يقوم بها كبار رجال الدويلات الإسلامية المختلفة في اليمن، حيث تكون من أهم أعمالهم في المشنآت الدينية.
وقد تبقى من السقوف الخشبية القديمة بعض الأمثلة التي تعطي تصوراً عاماً لفن زخارف الأخشاب، خاصة وأنها ترجع إلى فترة مبكرة من العصر الإسلامي، ومن هذه الأمثلة الباقية بعض السقوف في أروقة الجامع الكبير في شبام كوكبان والجامع الكبير في صنعاء، وفيها بيدو السقف مكون من عوارض خشبية سميكة متقاطعة مؤلفة من مساحات صغيرة ومربعة الشكل يطلق عليها المصندقات الخشبية غنية بالزخارف النباتية والهندسية.
وفي الواقع يبدو في سقف جامع شبام كوكبان وضوح جانب كبير من الدقة والإتقان، خاصة في عمل التقاسيم الهندسية المتحدة مع العناصر الزخرفية النباتية والهندسية الملونة في معظم الأحيان والتي تظهر في المحققات، وتبدو العناصر النباتية ممثلة في التفريعات النباتية وأشكال الورود الكبيرة والصغيرة متعددة البتلات والأوراق النباتية متعددة الفصوص.
خصائص الزخارف الخشبية في عمارة اليمن:
تم تنفيذ الزخارف الخشبية بأسلوب الحفر البارز والغائر، إلّا أنه يلاحظ أن كثيراً من العناصر الزخرفية النباتية نفذت بأسلوب قريب من الطبيعة إلى حد كبير، رغم أن هذه السقوف ترجع إلى القرنين الرابع والخامس الهجريين، مع أنه يظهر على بعض التحف الخشبية خاصة على بعض حشوات منبر الجامع الكبير في ذمار الأسلوب الثالث من أساليب الزخرفة لسامراء، وهو الأسلوب الذي انتقل إلى زخارف الأخشاب في مصر في العصر الطولوني.
مما يجعلنا نعتقد بوجود الأسلوب الأول في الزخارف الخشبية القريبة من الطبيعة والأسلوب الثاني المتميز في البعد عن الطبيعة في آن واحد في الزخارف اليمنية عامة والأخشاب اليمنية خاصة.
كما أن زخارف المصندقات الخشبية في سقوف المساجد لا يقتصر وجودها على سقف الجامع الكبير في مدينة صنعاء والجامع الكبير في شبام كوكبان، وإنما توجد في عديد من سقوف المساجد اليمنية، ومن الأمثلة على ذلك المصندقات الخشبية في الجامع الكبير في ذمار ومسجد جبلة وجامع مدينة إب وغيره من الأمثلة في سقوف المساجد اليمنية، التي تدل على استخدام هذا الأسلوب الفني المتميز لزخارف السقوف في المساجد.