وصف الشرفات في العمارة الإسلامية:
أقيمت الشرفات في الأصل كتشكيل معماري دفاعي لرماة السهم فوق الأسوار والجدران والحصون والقلاع والأبراج والقصور واسطحتها وغير ذلك من المشيدات الهامة، وعرفت هذه العناصر في العهدين الروماني والساساني، ومع مرور الزمن تطور شكلها إلى صيغ زخرفية ظهرت منها في العهد الأموي الشرفات الهرمية المسننة، كالتي نشاهدها فوق إفريز الواجهات الغربية للجامع الأموي.
كما تشاهد هذه الشرفات في أعلى قصر الحير الغربي من العهد الأموي والذي أعيد تركيب واجهته في المتحف الوطني بدمشق، وقد استعمل هذا الشكل من الشرفات فوق أسوار قصر الخليفة العباسي المعتصم بالله المشيد في سامراء العراق وذلك في سنة 221 هجري والمعروف بإسم الجوسق الخاقاني.
والشرفات هي نوع من أنواع الزخارف التي كانت تتوج الأبنية الهامة في العمارة الإسلامية، حيث كانت تتخذ شكل معين ويتكرر هذا الشكل على طول السطح، وهناك نوعان من الشرفات في العمارة الإسلامية: الشرفات المسننة، والشرفات المورقة والتي تعد أكثر الأشكال استخداماً، تكون على شكل الأوراق النباتية.
إن الهدف الرئيسي من استخدام الشرفات ليس فقط من الناحية الجمالية والزخرفية بل استخدمت في العمارة الإسلامية للغايات الدفاعية في المباني الهامة مثل الحصون والقلاع الأسوار، وكذلك استخدمت الشرفات على المآذن لصعود المؤذن عليها للمناداة للصلاة، واستخدمت الشرفات فوق القصر والبيوت والمنابر وغيرها للهدف الزخرفي والجمالي، والعامة يطلق إسم عرائس لأنها في بعض الأحيان تشبه آدمية تجريدية تتلاصق أيديها وأرجلها.
تطور الشرفات في العمارة الدمشقية:
قد أعيد استخدام الشرفات المعمارية في العهد المملوكي، حيث تتطور شكلها وأصبحت على شكل أوراق نباتية، ومنها الشرفات المورقة (Foliated Merlons) فوق جدار المدرسة الجقمقية في حي الكلاسة، كذلك وجدت فوق دار القرآن الصابونية في حي السويقة، ووجدت الشرفات المورقة فوق الجامع التوريزي في زقاق التيروزية في مدينة دمشق.
أما في العصر الحديث استمر استعمال الشرفات المورقة التي كانت منتشرة في العهد المملوكي، وقد وجدت هذه الشرفات المورقة في العصر الحديث فوق الجدار الغربي لجامع الروضة في رأس شارع أبي رمانة المشيد في سنة 1371 هجري/ 1952 ميلادي، كذلك وجدت هذه الشرفات المورقة فوق جامع الحمد في آخر حي المهاجرين من الجهة الغرب وغيرها من المباني.