الصهريج في باب القلعة:
من وصف الوثيقة (وثيقة المؤيد شيخ) تبين أنه كان صهريجاً فقط لحفظ وتخزين المياه، بل كان صهريجاً يعلوه دكان لتسبيل الماء، وكان في مواجهة باب القلعة المواجه للميدان (ميدان صلاح الدين حالياً)، وقد خصص الصهريج المحفور في باطن الأرض لتخزين الوارد من النيل والسبيل لتسبيل الماء وتوزيعه على كافة الناس، وخصص المكتب أو الكتاب لجلوس الأيتام ومؤدبهم يؤدبهم ويعلهم القرآن الكريم والخط العربي.
وكان (السبيل والكتّاب) يتكون من باب مربع يغلق عليه باب يؤدي إلى دكان السبيل الذي أسفله الصهريج وبأرضيته الدكان خرزة رخام والأرضية مفروشة بالرخام وفي أعلاه الكتاب وسقفه مذهب وبه محراب وعقود على الأجناب ورفرف بارز من الخارج، ويتبع الكتاب حجرتان ومرحاض، وللسبيل والكتاب أربعة حدود: الحد القبلي ينتهي إلى قاعة مجاورة والحد البحري إلى حديقة، ويبدو أنها كانت في المساحة الفاصلة بين باب القلعة والسبيل، والحد الشرقي ينتهي إلى المرماة والحد الغربي ينتهي إلى زقاق مجاور.
خصائص الصهريج في باب القلعة:
تجدر الإشارة إلى أن لجنة حفظ الآثار العربية القديمة قامت بفحص ومعاينة السبيل والكتاب في مواجهة باب العزب من الداخل في عام 1919 ميلادي، وقد استنتجت اللجنة أن المبنى يشتمل على مبنيين من عصرين مختلفين، أحدهما هو مسجد أحمد كتخدا العزب وبداخله مبنى يسبقه في التاريخ ونسبته للسلطان المؤيد شيخ، ويرجع تاريخه لعام 824 هجري، كما قامت اللجنة برسم أفقي للمسجد وهذه المباني منسوبة للسلطان المؤيد، وقد نسبة اللجنة المحراب داخل فناء مسجد أحمد كتخدا العزب إلى المسجد أي إلى العصر العثماني.
ولكن نظراً لأن أسلوب بنائه يتشابه مع مباني المماليك الجراكسة من حيث حجم الأحجار ومساحة المداميك، فإنه يمكننا نسبته على عصر المماليك الجراكسة، كما وصف المرحوم الأستاذ حسن عبد الوهاب موقع سبيل وكتاب المؤيد بالقلعة (الصهريج بباب القلعة) والداخل منه (بباب العزب) يقابله مسجد أحمد كتخدا عزبان المنشأ على بقايا مصلى وسبيل الملك المؤيد شيخ المحمودي، إلا أنه لم يحدد البقايا المنسوبة للمؤيد والأجزاء التي اقتطعها مسجد أحمد كتخدا عزبان منه، ويلاحظ أن حسن عبد الوهاب أضاف بقايا مصلى إلى السبيل وهو لم يرد وصفه بالوثيقة.