عمارة الطراز الإيراني التتري:
يمتاز الطراز الإيراني التتري بأنه يستخدم الأساليب التي كانت شائعة في الصين قديماً، والتي انتشرت في إيران نفسها وما حولها من البلدان التي تأثرت بفنونها، أما في العمارة فإن بناء الأضرحة المشيدة على شكل أبراج بقي شائعاً في عصر المغول، كما كان في عصر السلاجقة، ويظهر ذلك جلياً في الضريح المشيد في مدينة مراغة والذي ينسب لإحدى بنات هولاكو، وهو مكون من برج مزين بفسيفساء من الفخار المطلي، فوقه هرم ذو قاعدة مثمنة، ولكن الأضرخة ذات القباب زادت عظمة وفخامة بزدياد مساحتها وارتفاعها وبكثرة العقود فيها.
كما نرى في ضريح السلطان الجايتو خدابنده في مدينة سلطانية حيث قاموا بزيادة الارتفاع والعلو الضريح من خلال أعمدة تم بناؤها حول قاعدة القبة، ومن أشهر الأضرحة التي تنسب إلى الطراز الإيراني التتري موجودة في قرافة بسمرقند، ودفن فيها الكثيرون من أفراد الأسر اليمورية، وأبدع هذه الأضرحة على الإطلاق هو ضريح تيمورلنك نفسه الذي بني عام 1405 ميلادي.
يتكون ضريح تيمورلنك من قاعدة صليبية الشكل في مثمن، يوجد فوقه إسطوانة يوجد فوقها قبة ذات أضلاع، وتم تزيين هذه الإسطوانة بالكتابة الكوفية المصنوعة من الطوب المطلي، مثل الطوب الذي تم استخدامه في أضلاع القبة، ولا ريب أن مظهر هذا الضريح من الخارج ومن الداخل، بما فيه من حنايا ومقرنصات تبعث في النفس الرهبة والإعجاب ويجعله من أروع العمارة الإسلامية على الإطلاق.
مساجد الطراز الإيراني التتري:
تميزت المساجد في هذا العصر بجمالها وجمال زخرفتها، كما تميزت بضخامتها وكبر مساحتها، أما المساجد في الطراز الإيراني التتري فقد زادت أناقة واتزاناً كما يظهر مسجد فرامينو في جامع جوهر شاد بمدينة مشهد، ويمتاز هذا الجامع بتناسب أجزائه المختلفة، وشاع في عصر التيموريين بناء المساجد التي تعلوها قبة ضخمة، ويؤدي إليها مدخل عالي يلفت النظر بعظمته وفخامه.
ومن أجمل المباني التي وجدت في القرن التاسع الهجري هو الجامع الأزرق الذي شيد بمدينة تبريز في منتصف هذا القرن، وكان يوجد في وسط الجامع قاعة كبرى عليها قبة وحولها قاعات أخرى وفي أحد جوانبها مقبرة مقنطرة أو مقبية، وقد زين هذا المسجد بفسيفساء من الخزف غاية في الإبداع والجمال، وفيها اللون الأزرق الفاتح والأزرق الغامق و الأخضر الغامق، كما أن فيها بعض الفروع النباتية المذهبة.