سبق الحكم الفاطمي في مصر حكم الأخدشيين والطولونيين، قبل ذلك تبعت مصر الخلافة كإحدى ولايات الخلافة الراشدة والخلافة الأموية والخلافة العباسية، كما توجد بعض الآثار من المعمار قبل قدوم الفاطميين إلا أنها عمائر قليلة مثل جامع عمرو وجامع ابن طولون، لم تترك أي من تلك الفترات عمائر تشهد على وجودها المادي في مصر.
عكس الأمر في عواصم الخلافة نفسها، فالعراق تحوي الكثير من العمائر على الطراز العباسي، ويوجد في دمشق والشام الطراز الأموي، وهو ما لم يحدث في مصر باعتبارها ولاية في ولايات الخلافتين الأموية والعباسية، ولم تكن عاصمة فلم تترك آثار باقية حتى اليوم، فلم يبقى منها ما يذكر سوى مسجد ابن طولون، في حين كانت مصر هي مركز الخلافة في العصر الفاطمي، لهذا فقد ترك الخلفاء الفاطميون العديد من العمائر ولا يزال باقياً منها الآن الكثير.
الدولة الطولونية:
لما ضاقت الفسطاط بساكنيها أسس حاكمها أحمد ابن طولون مدينة القطائع (الدولة الطولونية)، عام 256 هجري لتكون عاصمة لحكمة، وتأثر في بنائها بتخطيط مدينة سامراء في العراق حيث ولد وتربى، وسميت بالقطائع لأنها كانت مقسمة إلى عدة أقسام أو قطائع، تضم كل قطيعة جماعة من السكان يربط بينهم الجنس أو العمل، وبنى ابن طولون قصراً كبيراً بميدان الرملية عام 254 ميلادي، وأقام أمام قصره ميداناً للعب حتى أصبح القصر نفسه يعرف باسم قصر الميدان.
ومنح ابن طولون لكل أمير من أمراء جيشه حياً يسكن فيه، وسميت الأحياء باسم أمراء الجيوش أو طوائف العسكر التي نزلت للسكن فيها.
الإخشيديون:
ينتسبون لمؤسس الدولة الإخشيدية في مصر، وهو محمد بن طغج بن دف ولقبه الإخشيد، وهو لقب في موطنه الأصلي تركستان ويعني ملك الملوك، كان والد الإخشيدي والياً على دمشق وطبرية في عهد الملك خمارويه بن طولون.
وقد ولد محمد بن ظغج الإخشيدي ببغداء عام 294 هجري، ورافق أباه في حكمة لدمشق، وبعد وفاة والده التحق بخدمة والي مصر تكين الخزري الذي أوكل إليه عدة مهام في الشام ومصر، استطاع محمد الإخشيدي أن يحقق الاستقرار والتوازن لمصر بين عدد من الدول القوية مثل الدولة العباسية في بغداد والفاطمية في المغرب والحمدانية في بلاد الشام، وقد خلف محمد الإخشيدي باقي نسله حتى دخول الفاطمييون مصر.