الطوب في العمارة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


سمات الطوب في العمارة اليمنية القديمة:

هناك مواد بناء استخدمت في العمارة اليمنية القديمة بجانب الحجارة وكانت مرافقه للحجارة، منها الطوب اللبن والآجر، والفرق بينهما أن الطوب اللبن يستخدم نيئ ولا يحرق بالفرن، أما الآجر فيحرق لزيادة صلابته وبالتالي يتغير لونه إلى الأحمر.
ويعد الطوب اللبن من أقدم المواد التي استخدمها الإنسان في البناء لبساطة صنعه من الطين وسهولة تشكيله في قوالب حسب الحاجة، إلى جانب مميزاته الطبيعة فهو يتكيف مع البيئة والمناخ ويحافظ على اعتدال درجة الحرارة صيفاً وشتاء؛ لأنه يعتبر من المواد العازلة للحرارة، وهذه الميزة تميزه عن الطوب الأحمر، إلى جانب سهولة صناعته وقلة تكاليفه.
وتميزت مملكة حضرموت عن المماليك اليمنية القديمة بكثرة استخدامها في العمارة بشكل عام والدينية بشكل خاص، حيث واكب ذلك بداية ازدهار المملكة، وأقدم مثال على ذلك عثر عليه في مستوطنة ريبون في وادي حضرموت، التي عثر فيها على مباني سكنية مرت في عدة مراحل، كما عثر فيها على مباني دينية تحت الأساسات الحجرية للمباني المتأخرة، وقد كشف عن مرحلتين من تاريخ المستوطنة، تميزت المرحلة الأولى وهي الأقدم باستخدام اللبن في بناء الجدران بدون الاستعانة بمواد أخرى، واستمرت هذه المرحلة لفترة زمنية طويلة انقسمت إلى عدة مراحل زمنية بعيدة بدأت في القرن السابع قبل ميلاد.

أماكن استخدام الطوب في العمارة اليمنية القديمة:

انتشر استخدام الطوب في العاصمة شبوة في أكثر من وظيفة كبناء الجدران وعلى شكل درجات لسلالم المعابد، وغالباً ما كان يدعم بالحجارة، والأرجح أن وفرة استخدام اللبن في مملكة حضرموت يرجع إلى طبيعة ازدهار مدنها على ضفاف وادي حضرموت الكبير الذي يوفر المادة الأساسية لصناعته، وهي الطين من الوادي، لذا نجد أن استتخدامه بكثرة في المباني في العاصمة شبوة، أما المباني الموجودة خارج أسوار المدينة فقد كان هو مادة البناء الوحيدة المستخدمه في البناء، لأنها مباني تخص عامة المواطنيين.
كما شاع استخدام اللبن في الفترة المبكرة من تاريخ مملكة سبأ واستمر ذلك لفترة طويلة، ودلت الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة في معبد برآن على استخدامه بكثافة في الفترة المتأخرة من تاريخ المعبد، حيث بني سور يلتف حول فناء المعبد لحمايته من ارتفاع ترسبات الطمي الناتجة عن جرف السيول من الوادي، كما بنيت منشآت ملحقة بالمعبد كالمطابخ والمخازن في تلك الفترة المتأخرة.


شارك المقالة: