يشكل العقد المفصص بواسطة سلسلة متتابعة من أنصاف دوائر تقطع في بواطن العقود أو حوافها الداخلية، حيث ينتج من ذلك عقد من عدة عقود صغيرة متراصة ولهذا اصطلح على تسمية العقد المفصص.
خصائص العقد المفصص
قد استخدم هذا النوع في العمارة لأغراض معمارية وزخرفية، فبالإضافة إلى الوظيفة المعمارية التي يؤديها هذا النوع من العقود والمتمثلة بزيادة سعته والناتجة من وجود التقعرات في بواطن العقد، حيث تعمل على تسهيل عملية إدخال الإضاءة والتهوية إلى المبنى، فإن وجود الفصوص يعطي جانباً جمالياً وزخرفياً له.
وكما هو الحال في العقد المدبب فقد اختلف الباحثون حول أصل هذا النوع من العقود، فهناك من يرى يعود إلى العمارة الهندية القديمة وأنه مقتبس أساساً من ورقة البايبال الشهيرة في الهند ذات الثلاث وريقات وأن نماذجه قد ظهرت في المباني العائدة لعصر بوذا، وقد وجد بالعديد من المباني الهندية أشهرها معبد شمس في كشمير والمشيد أواسط القرن الثامن الميلادي بينما هناك من يعتقد أن بدايات ظهوره كان في طاق كسرى الساساني.
فيما يرى البعض الآخر أنه عراقي النشأة وانه ظهر لأول مرة في المنشآت الأجرية في العمارة العباسية في العراق من أواخر القرن الثاني والثالث الهجري، ومنه انتقل إلى العمارة الإسلامية ثم إلى العمارة العالمية.
ومهما يكن من أمر فقد شاع استخدام هذا النوع من العقود في العمارة الإسلامية سواء لأغراض معمارية أم زخرفية، وقد اختلفت عدد فصوصه من مكان إلى آخر، حيث يعتمد ذلك بشكل أساس على سعة المساحة المخصصة له فكلما ازدادت تلك المساحات تضاعفت عدد الفصوص، حيث نجده في قصر الحير الغربي.
العقد المفصص في مساجد الهند
وإذا انتقلنا إلى مساجد الهند فإننا نجده قد انتشر بشكل واسع في عمارة تلك المساجد تحديداً العائد لعصر شاه جيهان والتي يمكن اعتباره من أبرز مميزات عمارة ذلك العصر، حيث نجد المعمار قد أبدع في استخدامه لتلك العقود وتزيينه لها بالزخارف المختلفة، وقد تنوعت فصوص تلك العقود تبعاً للمساحات التي أقيمت فيها، فنجد بعضها مكوناً من سبعة فصوص كما هو الحال في عقود البلاطات الجانبية لبيت الصلاة في مسجد ناجينا.