مميزات العمائر الأموية:
أقام الأمويون المنشآت عظيمة البناء تأكيداً لعظمة الإسلام ودعماً لحكمهم، معتمدين على أهل البلاد في إقامة تلك العمائر، فقد اعتمد الوليد على عمال من مصر والشام لإعادة بناء المسجد النبوي وأغلب عمائر الأمويين في الشام باعتبارها مقر حكمهم، وقد كانت عمائرهم ضخمة استخدم الحجر في بنائها بمداميك ارتفاعها من 80 إلى 90 سم، وعقود محمولة على أعمدة رخام، وأغلب المساجد كانت مغطاة بأسقف جمالونية خشبية، وذلك لغنى الشام بهما (الحجر والخشب) عبر العصور.
أما المآذن فكانت على شكل أبراج، وعلى الرغم من التأثير الشامي المحلي على العمارة الأموية، إلا أن تأثيرات عراقية بدت واضحة في زخارف قصر المشتى، ولعله لاستخدام فنيين وصناع من كل العالم الإسلامي، وقد كان لحب الخلفاء الامويين لحياة الصحراء والبداوة -ولعله من السنن المضيعة، حيث أوصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: اخشوشنوا فإن النعمة لن تدوم، وقد أدى هذا إلى إقامة مجموعة قصور واستراحات مثل قصير عمرا وقصر الحير الشرقي والمشتى والطوبة، أغلبها على شكل حصون تحوي بيوتاً ذات أفنية.
وقد استعمل الأمويون الطوب لعمل الحوائط والأفنية وهو تأثير عرقي واضح، كما استعمل المعماريون الأمويون العقود النصف الدائرية ونعل الفرس والمدبب والمستقيم، كما استعملوا الروابط الخشبية بين الاعمدة، واستعملوا للتسقيف الأقبية نصف الدائرية المبنية بالحجر أو الطوب، والقباب الخشبية والحجري مستعملين القطاع الطولي للمخروط في تحويل المربع إلى دائرة.
ويلاحظ أن الطراز الاموي لم ينتشر في العراق أو فارس لاعتمادها الطوب، وهو ما يقتضي تفاصيل معمارية مختلفة على أن المغرب والاندلس تأثرت بالطراز الاموي وتميزت فيه بعد بضعة قرون ليظهر الطراز المغربي، وفي التحصينات استعملوا الأبراج نصف الدائرية والمزاغل البارزة.
الزخارف الأموية:
كما استعملوا الزخارف الهندسية والتخطيط المعتمد على التقسيم الثلاثي، كما يشاهد في قصر المشتى، أما من حيث الزخارف الفاخرة فقد استعمل الرخام المشقوق للحصول على تماثل زخرفي من تجازيعه الطبيعية وتغشية الحوائط به، وكانت الحوائط الداخلية تزخرف بالفسيفساء على نطاق واسع لم يعرف من قبل واستعملت للجداريات التصويرية الحيوانية والآدمية، وقد وجدت الجداريات في معظم القصور الأموية في العراق، ولعل أقدمها ما يعود لعبيد الله بن زياد في البصرة.