خصائص العمارة العسكرية في العمارة المملوكية:
اهتمت المماليك بالعمارة العسكرية مثلها مثل باقي العصور والمراحل المعمارية، حيث استمرت التقاليد الأيوبية العسكرية، كما قام بيبرس وقلاوون بترميم قلعة صلاح الدين، وفيها مجلس عبارة عن قاعة مغطاة بقبة كبيرة محمولة على 12 عموداً، وكذلك قلعة نجم الدين أيوب في جزيرة الروضة.
إذ أن القاعة الرئيسية فيها قسم مركزي مربع تحيط به الأبهاء وفي الشمال والجنوب إيوانات غير متساويان يعطيان للقاعة شكلاً مستطيلاً، وفي الشرق والغرب مشكاتان تعطيان التخطيط نوعاً من التعامد، وهو الذي سيصبح طراز القاعة في الدور والقصور.
الدور والقصور في العمارة المملوكية:
شيدت قصور المماليك من طابقين أو أكثر وكانت الطبقة العليا تخصص عادة للحريم، أما حجرة الاستقبال فتفح في ركن من الفناء الداخلي ولم يبق من قصور ذلك العصر إلا قصر قايتباي المتواضع ودار بشتاك، وقد قسمت الدور إلى ثلاثة أنواع:
- دور العامة: وهي متعددة الطبقات، حيث إنها كانت تعرف بالرباع (جمع ربع)، وهي أشبه بالوكالات إذ يتوسطها صحن مركزي تطل عليه وحدات الدار، كما يمكن أن يحوي الطابق الأرضي إيواناً مقبواً أو أكثر لاستقبال الضيوف.
- دور الطبقة الوسطى: وهي منازل خاصة يتوسطها فناء مكشوف تدور حوله وحدات الدار، ويمكن أن تحوي طبقة عليا تخصص للحريم أو غرفة تشرف على مدخل البيت وتقوم بوطيفة (المنظرة) من حيث مراقبة الوافدين على الدار.
- دور الطبقة العليا: أما دور الطبقة العليا من الخاصة فهي تصل على مرتبة القصور، وكانت تحوي طبقة عليا للحريم وقاعة تطل على مقصورة الفناء الداخلي، حيث إن حجرة الاستقبال، كانت تُعرف باسم المنظرة، والقاعة العليا هي أهم أجزاء الدار وكانت تقسم إلى ثلاثة أواوين.
كما أن الجزء الرئيسي الأوسط أقل ارتفاعاً من الجانبيين، وهي عادة مقبوة تتخلل نوافذ مستديرة تسمى قمريات، وكانت تجملها الفسيفساء والنافورات. أما عن القاعة في بلاد الشام بدور الخاصة فكانت على شكل خطين مستقمين يتعامد أحدهما على الآخر (على شكل حرف T)، وكان استخدام الآجر أكثر من الحجر، أما زخارفها فهي أشبه بالمساجد من فسيفساء وحفر ونقش، وقد أصبح للدار قاعتان في العصر العثماني هما السلاملك للضيوف والحرملك للضيفات.