العمائر في العصر النبوي الراشدي

اقرأ في هذا المقال


اتسمت العمارة الإسلامية في هذا العصر بالبساطة والوظيفية والبيئة بالدرجة الأولى، فهي لا تحتوي على زخارف وإن كان فهي بلا مبالغة ولا إفراط.

العمائر الشامية:

لم يذكر أن المسلمين في العهد الراشدي عمروا بالشام، فلم يبنوا مدناً أو مساجد وإنما اتخذوا بعض الكنائس مساجد؛ ككنيسة غزة (الجامع العمري) ومسجد كاتب ولاية أيضاً، وعدا مصلى عمر (رضي الله عنه) في القدس عند الصخرة، والذي بني مكانه المسجد الأقصى في العهد المرواني الأموي.

العمائر العراقية:

شيد المسلمون في العراق مدينتين في العهد الراشدي هما البصرة والكوفة حتى تكونا قواعد حكم وجهاد ودعوة.

العمائر في البصرة:

على الرغم من أن المدن الإسلامية الأولى كانت مدناً حربية، إلا أنها كانت شاملة، حيث إنها طبقت الهدف الإسلامي من إنشائها (دعوة وجهاد)، كما ظهرت فيها خصائص حضارية تخطيطة، حيث قسمت إلى خطط للقبائل (الخطة حي قبلي مستقل).

وامتاز المربد وهو أكبر شوارعها بالاتساع، حيث بلغ ستين ذراعاً (32 متر)، على العكس من بقية الشوارع، والتي بلغت عشرين ذراعاً، وكانت تخرج من تلك الشوارع أزقة أقل اتساعاً بعرض 7 ذراع، وكانت لكل خطة رحبة واسعة تمثل ميدانها الرئيسي وتوجد بها مرابط الخيل والمقابر.

العمائر في الكوفة:

كان تخطيط الكوفة مماثلاً لما سبق، إلا أن شوارعها أقل اتساعاً 20 ذراع، حيث وصل اتساع الأزقة والشوارع التي أخذت إلى 9 ذراع، وكان المسجد الجامع يتوسط الكوفة وتتفرغ عنده شوارع كثيرة، حيث يجب أن لا يزيد عدد الغرف عن ثلاث، ولا يرتفع البناء أكثر من طابق، وهذا يزيد الإحساس باتساع الشارع.

ومما سبق يعبر أصدق تعبير عن التخطيط المركزي العام، حيث تم بأمر الخليفة الفاروق مراعاة لمصالح وخصوصيات الناس، وقد كان صحن المنزل وسيلة رئيسية لتبريد وتدفئة المنازل معوضاً بذلك ضيق الشوارع المقصود للوقاية من حر الشمس عبر تقليل مساحة الأرض الساقطة عليها، ومن ثم اختزان الأرض للحرارة وعكسها لها على الجدران.

بينما الصحن يمنع السكان من استنشاق هواء الشارع المغبر، حيث كانت الشوارع تخضع للمحتسب الذي يشرف عليها ويراقب قيامها بوظائفها كطرق للناس (حق الطريق)، ونتيجة لذلك فقد منع إقامة أي بناء يعترض الشوارع ولو كان مسجداً، كما كان يمنع أي بروزات واضحة في المباني تؤثر على أرض أو سماء .


شارك المقالة: