العمارة الحربية الأندلسية في العصور المختلفة

اقرأ في هذا المقال


شاهد القرن الخامس الهجري (الحادي العشر الميلادي) أيام ملوك الطوائف بزوغ حصون القصور، وهي تنتظم في مركب من المساحات المتوسطة، وهناك صفاً كاملاً من الغرف تستند على الأسوار، وربما كان لمثل هذا النوع من القصور القائمة بذاتها وجودها أيضاً في عهد سابق ذلك.

العمارة الحربية الأندلسية في القرن الخامس الهجري

تعد قلاع المدجنين مثل (سانتا ماريا دل بويرتو) التي خطت على نسق رباط سوسة (وهو نفسه مستلهم من حصون الامويين في الشام) أمراً أدى إلى الاعتقاد بأن لهذا الحصن الذي نتحدث عنه سوابق إسلامية داخل الأندلس نفسها، ولا شك أن هذه السوابق تنتمي إلى مؤسس الأسرة الذي أراد أن يبعث في الأندلس شيئاً من وطنه المفقود، وقد حاول قصر الرصافة الذي احتفظ باسم قصر أجداده، أن يسترجع خطة الدور الريفية العظيمة التي كانت لخلفاء دمشق.

كما يقوم خارج قصر كاستليخو في مرسية حصن مستطيل منتظم بأبراج متقاربة الأبعاد جداً، ولكن أماكن السكن فيه تستغل كل المساحة بين الأسوار والفناء، كما تستعمل فراغات الأبراج في تقسيم الغرف الكبرى تقسيماً مناسباً، حيث حلت محل فناء الحصن حديقة بأحواض هابطة للزهور ومماش متعارضة.

على الرغم من أن حيران المدن أو الحصون الكبيرة لم تعد ترتكز على الانتظام الهندسي، كما كانت الحال في عهد الخلافة، إلا أن خطوط جدران الستارة أصبحت تساير موقع الأرض، حيث ضلت هذه الحيران تكتنفها أبراج ضيقة متقاربة الأبعاد، كما يبدو أن الطوابي أصبحت أكبر حجماً في أحيان كثيرة تفوق ما كانت عليه قبلاً.

العمارة الحربية الأندلسية في القرن السابع هجري

جنح نفس هذا الطراز من التحصين الأندلسي إلى انتشار من مستهل القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) في إمبراطورية المرابطين الإفريقية والموحدين حكام الأندلس، وكانت أولى قلاع المرابطين من الحجر الدبش، وقد ظل هذا ماثلاً في التقاليد المغربية في بناء المداميك وبعض التفصيلات الأخرى.

ولكن في التحصين كما هي الحال في المساجد والقصور فإن المؤثرات الأندلسية لم تلبث أن أكدت سيادتها، وهذ الفترة العظيمة للحيران المشيدة من الخرسانة بأبراجها المستطيلة البارزة بروزاً قوياً والمصفوفة على مسافات تتفاوت في انتظامها، وقد جنحت خطوط التحصين في إفريقية نحو البساطة لعد ظهور الطوابي المعقودة والبرانة، حيث يبدو أنه جدت مبتكرات في مداخل البوابات المحصنة.


شارك المقالة: