خصائص العمارة اليمنية بعد الإسلام:
منذ استقرار الإسلام في اليمن شهدت تحولات حضارية في شتى جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وقد جاء الإسلام بروح جديد أثر بشكل مباشر وغير مباشر على طبيعة العمران سواء على مستوى المدن التي كانت قائمة أو المستحدثة، حيث أضاف كثيراً من العناصر المعمارية إلى المدينة مثل المسجد ودور والحكم والسوق والمباني العامة كذلك نظام البناء، خاصة في الحرص التام على تحقيق الخصوصية المطلقة للفرد والأسرة.
أصبح نمط المسجد هو القطب التي تتجمع حوله دور الحكم والسوق والمباني الإدارية الأخرى، كما شكل نقطة التقاء لمحاور الحركة داخل المدينة، كما انتشرت بشكل واسع على أيدي المبعوثين من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام أو من قبل أبناء اليمن.
وتعددت أنماطها من منطقة إلى أخرى إلا أنها في مضمونها لا تختلف كثيراً، أما من حيث الشكل فنجد أن هناك تناسق الأشكال وتكاملها وبساطتها، فتعطي الإحساس بالجمال والقيمة الجمالية في العمارة، ومنها ما تكمن قيمتها الجمالية في وحدة التكوين والتشكيل للعناصر التي ترتبط بمكونات المسجد ومن التجانس في الشكل والتكوين الفراغي والتباين القوي بين الجسم والمآذن وأنماط الكتابة واختلاف الزخارف.
سمات العمارة اليمنية بعد الإسلام:
لأن بلاد اليمن دخلت الإسلام وكان فيها نظام سياسي بمفهوم الدولة، فإن العمران لقصور الحكم قد تأثرت بمعطيات الإسلام وخاصة في مفاهيم الزخرفة والجمال، وكون الإسلام ظهر كدين جديد فقد وجد مقاومة من قبل الدولة الحاكمة في ذلك الوقت، فنشبت عدة حروب بين الدول الإسلامية الناشئة التي كانت قائمة سواء في الجزيرة العربية أو خارجها، مما أدى إلى ظهور القلاع والحصون الدفاعية، حيث أنشئت لتشكل خطوط دفاعية في مختلف أنحاء اليمن.
واختلفت أنماط القلاع فمنها القلاع المقاومة على المرتفعات الطبيعية في مواقع منعزلة تحيط بها أسوار، وأنشئت قلاع ملاصقة للأسوار التي تحيط المدن.
ونتيجة لمفاهيم الإسلام فإن العمارة التي ظهرت بعد الإسلام في اليمن قد تغيرت في مضامينها، حيث تراها واضحة المضمون في المسكن، حيث نجد أن المسكن قد قسم إلى قسمين لغرض الفصل بين الرجال والنساء، خاصة في أثناء الاستقبال، كما ظهر تشريع الاستئذان بالدخول من خارج البيت إلى داخله والاستئذان ضمن البيت ذاته في دخول الغرف، ومنها أتت الخصوصية لكل قسم سواء الاستقبال أو المعيشة أو النوم.