ذكر المقريزي نص وثيقة وقف الخليفة الحاكم بأمر الله وورد في هذه الوثيقة ما يشير إلى أن الحصر التي تشيري لفرش الجامع ثلاثة عشر ألف ذراع، وهذه الكمية يمكن في ضوئها تم تحديد مساحات البلاطات التي كانت تفرش بالحصر لأداء الصلاة وأنها كانت تقريباً 3250 متراً مربعاً، وهي مساحة تعادل تقريباً مساحة الأروقة التي افترضها كريسويل في تخطيطه للجامع الثلاثة أروقة تحيط بالصحن.
فسيقة الصحن والساقية
أشار المقريزي عند حديثه عن بناء صهريج بصحن الجامع عام 827 هجري أنه عندما ابتدئ بعمل الصهريج الذي بوسط الجامع فوجد هناك آثار فسيقة ماء، وهذه الفسيقة ربما كانت للشرب وربما كانت لتجديد الوضوء خصوصاً أنه لم يكن لهذا الجامع في ضوء ما ذكره المقريزي عندما بنى ميضأة.
ويؤكد إنشاء هذه الفسيقة بالصحن مع إنشاء الجامع ما ورد في وثيقة وقف الجامع التي ذكرت بين المصارف الخاصة بالجامع فقد رصد ربع دينار من ذلك (ربع ما خصص للجامع).
الميضأة
ذكر المقريزي أن الجامع لم يبن له عند إنشائه ميضأة وأكد على ذلك نص وثيقة الخليفة الحاكم الذي وقف جزءاً من ربع وقفه كأجرة لقيم يقوم بخدمة ميضأة الجامع إن عملت، أو يبدو أن هذه الميضأة قد أنشئت بالفعل حيث ذكر المقريزي ما نصه “ولم يكن لهذا الجامع ميضأة عندما بنى الجامع ثم عملت ميضأته حيث المدرسة الأقبغاوية”.
تغطية الجامع وسقفه
انتقد المقريزي (روائي) انخفاض سقف الجامع الأزهر عند بناؤه في المرحلة الأولى من تاريخ عمارته، وقال “كان سقف هذا الجامع قد بني قصيراً فريد فيه بعد ذلك” وكان هذا السقف خشبياً مسطحاً اللهم إلا القباب التي كانت في بلاطة المحراب، والتي لم يتبق منها شيء يرجع إلى العصر الفاطمي سوى القبة التي بناها الحافظ لدين الله.
ولكن الأدلة التاريخية والوثائقية والأثرية تشير إلى وجود ثلاث قباب في بلاطة المحراب مثلما هو الحال في جامع الحاكم بأمر الله الذي ما زال محتفظاً بقباب بلاطة المحراب، فقد أشار المقريزي في حديثه عن تاريخ بناء الجامع أنه كتب بدائر القبة التي في الرواق الأول وهي على يمنة المحراب.