العناصر المعمارية في العصر المملوكي

اقرأ في هذا المقال


خصائص العناصر المعمارية في العصر المملوكي:

لم يعق المعماري المسلم في ذلك الوقت شيء في سبيل إخراج عمارته على هذه الصورة التي نراها من الجمال والذوق الرفيع، فاستغل ما أمامه من مساحة كلف بشغلها بنوع من العمائر كما أراد، فكرس فكره وسخر عمله وخبرته في هذا المجال ولم يكن جامد الفكر أو ضيق الأفق، بل كان لديه حلول لجميع المشاكل التي تواجهه، فضيق مساحة الأرض أو اتساعها استخدم له التخطيط الذي يناسبه، فالمساحة الضيقة استخدم لها التخطيط المتعامد ذا الأربعة إيوانات حول الصحن أو إيوانين طبقاً لطول أو عرض المساحة.

كما استخدم التخطيط ذات الصحن الكبير المكشوف الذي يحيطه أربعة إيوانات منها يتكون من عدد من الأروقة، وقد ظهرت هذه الأساليب مختلفة التخطيط جنباً إلى جنب في عمائر عصر السلطان المؤيد، فنجد التخطيط المتعامد ذات الأربعة إيوانات حول الصحن في مدرسة القاضي عبد الباسط ومدرسة عبد الغني الفخري والتخطيط ذا الصحن الكبير المكشوف وحوله أربعة إيوانات بها أروقة في مسجد المؤيد شيخ.

أما مدرسة قانيباي المحمدي فتتكون من إيوانين فقط، بينهما صحن صغير مغطى وتشير وثيقة المؤيد إلى أن تخطيط الخانقاه بالجيزة كانت تتكون أيضاً من إيوانين بينهما صحن، وقد أحسن المعماري توزيع الوحدات المعمارية لتتوافق مع المساحات التي أمامه، ونجده في مدرسة قانيباي المحمدي يقيم مدرسة وقبة ومئذنة وسبيلاً وكتاب في مساحة ضيقة اشتملت على جميع عناصر العمارة الإسلامية.

وصف العمارة المملوكية:

لم يُهمل المعماري المنظر الخارجي للبناء، فجعله يتناسب مع وظيفته ومع مساحته وارتفاع الأرض أو انخفاضها، ويظهر هذا بوضوح في مدرسة قانيباي المحمدي أيضاً، فبالرغم من ضيق  مساحتها، إلا أنه اختار مكاناً للمئذنة فوق الباب الرئيسي وبجوارها قبة الدفن تعلو الواجهة الرئيسية في تنسيق بديع، ويبدو واضحاً في المئذنة التي تتكون من دورين فقط أعلى سطح المدرسة لتنناسب مع حجمها ومع ارتفاع القبة المجاورة لها.

ومجمل القول أن المعماري المسلم في تلك الفترة كان متسع الأفق عميق الخبرة وافر العلم لديه حلول لجميع المشاكل، ولم يقف أمام فكرة محدودة أو تخطيط معين مقيد به في هذا الوقت، بل كان لتخطيط أو توزيع الوحدات المعمارية.


شارك المقالة: