العناصر المعمارية لقلاع الحجيج في شبه الجزيرة العربية

اقرأ في هذا المقال


اشتملت القلاع على وحدات معمارية عديدة للتصحين مثل الأسوار والأبراج والبوابات الضخمة وغيرها من العناصر المعمارية التي تزيد القوة الدفاعية للقلعة وتزيد تحصينها.

البوابات لقلاع الحجيج:

تتميز بوابة مدخل قلعة المويلح بالضخامة والبروز عن مستوى السور، وتعد المداخل البارزة أو التذكارية سمة من سمات العمارة الإسلامية، والتي وجدت في أسوار المدينة المهدية، ثم في مداخل جامع الحاكم بأمر الله 1002-1012 ميلادي، ثم في أسوار بدر الجمالي خاصة باب النصر وبوابتي الفتوح وزويلة، والغرض الإنشائي من بروزها هو إعطاء الفرصة لحامية القلعة أعلى السور من مهاجمة المغيرين على المدخل.

الأبراج لقلاع الحجيج:

اشتملت قلعة المويلح والوجه على أبراج في أركانها الأربعة، كذلك أبراج ساندة، وهذه الأبراج الركنية تمتاز بضخامتها التي تتناسب مع عرض الأسوار التي تضم ممر داخلي، وتمتاز بتضليعها في المويلح واستدارتها في الوجه، وكلاهما يكسب الأبراج القوة والمتانة؛ لأن الشكل المستدير في البناء أقوى من المربع، كما أن الاستدارة بالتضليع تكشف المنطقة المحيطة بها من الخارج بدرجة أكبر من الأشكال الأخرى.
وقد وجد تضليع الأبراج في قلعة روملي حصار التي شيدها السلطان محمد الفاتح وعرفت باسم بوغاني كسن؛ أي قاطعة البوغاز، والتي بها يتم غلق البسفور تماماً مع قلعة أنادوس حصار، وهي تضم أبراج كبيرة مضلعة تتكون من اثنتي عشرة ضلعاً إلى جانب الأبراج المستديرة، وكذلك وجدت في قلعة الأبراج السبعة، حيث وصل التضليع في أحد أبراجها إلى واحد وعشرين ضلعاً من الخارج.
وقد أفادت ضخامة أبراج قلعة المويلح وكذلك أبراج قلعة الوجه في تحقيق الغرض الذي شيدت من أجله وهو تدعيم الناحية الدفاعية، كما يُعد تعدد مستويات الدفاع أسلوب معماري استعمل في أسوار مدينة القاهرة في باب النصر وبابي الفتوح وزويلة التي أنشأها بدر الجمالي، وفي قلاع دمشق وحلب، وتستمر هذه الظاهرة في أبراج القلاع المملوكية في مصر كما في قلعة قايتباي في الإسكندرية، ونجدها في تركيا كما في قلعة أتادوس حصار المعروفة باسم كوزلجه حصار؛ أي الحصون الرشيقة وذلك في برجها المالي.
وهذه المستويات الدفاعية كانت عبارة عن فتحات لإطلاق النيران من المدافع أو البنادق، والتي كان لظهورها الأثر المباشر في وجود مثل هذه الفتحات في العمارة الحربية.


شارك المقالة: