مفهوم الاحتباس الحراري؟
هي ظاهرة ارتفاع متوسط درجات حرارة الهواء بالقرب من سطح الأرض على مدى قرن إلى قرنين، حيث جمع علماء المناخ منذ فترة وجيزة من الزمن ملاحظات تفصيلية لظواهر الطقس المختلفة (مثل درجات الحرارة وهطول الأمطار والعواصف) والتأثيرات ذات الصلة على المناخ (مثل تيارات المحيط والتكوين الكيميائي للغلاف الجوي)، تشير هذه البيانات إلى أن مناخ الأرض قد تغير خلال كل مقياس زمني يمكن تصوره تقريبًا منذ بداية الوقت الجيولوجي وأن تأثير الأنشطة البشرية منذ بداية الثورة الصناعية على الأقل قد تم ربطه بعمق في نسيج تغير المناخ.
تغير المناخ: هو ظاهرة عالمية للتحول المناخي تتميز بالتغيرات في المناخ المعتاد للكوكب (فيما يتعلق بدرجة الحرارة وهطول الأمطار والرياح) التي تسببها الأنشطة البشرية بشكل خاص، نتيجة لعدم توازن طقس الأرض تتعرض استدامة النظم البيئية للكوكب للتهديد بالإضافة إلى مستقبل البشرية واستقرار الاقتصاد العالمي.
ما هو الفرق بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟
عادةً ما يتم الدمج بين مفهوم الاحتباس الحراري وتغير المناخ، هذا أمر مفهوم للإنسان إلى حد ما لأن المفهومين متماسكان مع بعض بشكل كبير، وفي الواقع فإن هناك علاقة بين الاثنين ومع ذلك هناك مجموعة من الاختلافات الدقيقة ومجموعة من الاختلافات غير الدقيقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
يستخدم العلماء عبارة الاحتباس الحراري لتعني زيادة طويلة الأمد في متوسط درجة حرارة الهواء على الأرض، ويمكن أن تشير على وجه التحديد إلى هذا الاحترار الناجم عن تأثير التركيزات المتزايدة لغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، يحصل سطح الأرض على معظم حرارته من الطاقة المرتبطة بأشعة الشمس التي تضرب سطح الكوكب خلال النهار، ففي الليل يتم إرسال معظم هذه الطاقة إلى الفضاء حيث تمتص غازات الدفيئة (مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكاسيد النيتروز ومركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)) الأشعة تحت الحمراء (الطاقة الحرارية الصافية) المنبعثة من سطح الأرض وتشعها مرة أخرى إلى السطح مما يساهم في تأثير الاحتباس الحراري.
على الرغم من أن الارتفاع الأخير في غازات الدفيئة في الغلاف الجوي يمكن القول أنه العامل الرئيسي الذي يؤثر على الاحتباس الحراري، إلّا أن هناك عوامل أخرى متورطة (مثل الاختلافات في مدار الأرض وزاوية محور الكوكب والتغيرات في ناتج طاقة الشمس) ومع ذلك نظرًا لأن تركيزات أعلى من غازات الدفيئة تسمح لغلاف الأرض بالاحتفاظ بكميات أكبر من الحرارة التي عادةً ما تهرب إلى الفضاء ليلًا فإن متوسط درجة حرارة الأرض يرتفع.
تغير المناخ مختلف قليلاً قبل أن ننظر في ماهية تغير المناخ قد يكون من المفيد التفكير قليلاً في المناخ فيما يتعلق بالطقس، الطقس الذي غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين المناخ وهو مجموعة من الظروف في الغلاف الجوي في مكان واحد لفترة زمنية محدودة مثل طوال النهار أو في الليل أو في أي نقطة معينة خلال النهار، المناخ من ناحية أخرى يُشير إلى متوسط حالة الغلاف الجوي في مكانٍ ما وذلك خلال فترة زمنية محددة مثل 30 سنة أو أكثر وبالتالي فإن تغير المناخ هو تغير على المدى الطويل في متوسط حالة الغلاف الجوي.
يرتبط جزء كبير من هذا النشاط بدوره بحركة الصفائح التكتونية للأرض والتي تدفع القارات عبر سطح الكوكب، على مدى مئات الآلاف إلى ملايين السنين تتصادم القارات مع قارات أخرى أو تتفكك وتغير مسارات تيارات المحيطات والرياح المحلية حيث يؤثر هذا على انتقال الحرارة من المناطق الاستوائية إلى القطبين، تغير المناخ العالمي للأرض أيضًا استجابةً للتغيرات الجذرية في كيمياء الغلاف الجوي لا سيما ارتفاع تركيزات الأكسجين قبل مليارات السنين عندما بدأت النباتات والطحالب وأشكال الحياة الأخرى القادرة على التمثيل الضوئي في الانتشار عبر الكوكب.
مع استمرار العالم في التعامل مع كيفية تأثير الأنشطة الإنسانية على مناخ الأرض فإن الآثار الملموسة لتغير المناخ التي يسببها الاحتباس الحراري مثل ذوبان الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي وارتفاع مستويات البحار والتغيرات في درجات الحرارة الموسمية وأنماط هطول الأمطار.
أصبح التركيز مع ظهور مثل هذه الاضطرابات أكثر فأكثر حيث يناقشها العديد من العلماء بشكل متزايد من حيث التغيرات المناخية الحقيقية على المدى الطويل بدلاً من مجرد ملاحظة حول متوسط درجة حرارة الأرض، نتيجة لذلك يمكن أن يشير تغير المناخ أيضًا إلى علاقة السبب والنتيجة بين الاحتباس الحراري والمناخ ويمكن أن يشير أيضاً إلى تغير في متوسط حالة الغلاف الجوي الناجم عن الاحترار العالمي.