الفنادق في العمارة الليبية

اقرأ في هذا المقال


ظهرت في الماضي وعلى طول طرق القوافل في ربوع الشرق خانات تدعى سرايا القوافل، حيث كانت بمثابة الاستراحات لاستضافة أبناء السبيل، وخاصة التجار الذين كانوا كثيراً ما يتنقلون برفقة سلعهم المحملة على ظهور الأبل، وكانت تنشأ هذه المرافق عادة على مسافة تساوي مسيرة نهار كامل (أي ما بين الأربعين والخمسين كيلو متراً) بين الواحد والآخر، وكان الغرض منها توفير مأوى يأوي إليه المسافرون في أثناء الليل للحيلولة دون تعرض أرواحهم وأموالهم لشر قطاع الطرق والسراق.

عمارة الفنادق في ليبيا

كما أن الفندق ينشأ في الغالب في المناطق الآهلة بالسكان، وإن شأنه من حيث التركيب شأن الخان، إذ تتوزع أقسامه حول الفناء المألوف الذي تنفتح عليه البيوت ومستودعات السلع والمطبخ والمراحيض وأحياناً اسطبل بمعناه الصحيح، وفي حالة خلوه من الإسطبل تربط الدواب في وسط الفناء الذي يصلح أيضاً كساحة لعرض البضائع وتسويقها.

وعلى النقيض مما هو موجود في الخان ليس من المألوف أن يكون للفندق مسجد ولا أن تخصص حجرة للصلاة، وأن الخان الشرقي كناية عن حصن يلتجئ الناس إليه أثناء ترحالهم، بينما الفندق ليس إلا نزلاً فيه يحل المسافرون ويعرض التجار سلعهم ويعقدون صفقاتهم.

خصائص الفنادق في ليبيا

إن لمدينة طرابلس فنادق جيدة البناء، منها فندق الزهر وفندق المالطيين وفندق البلاد، ولا تختلف هذه الفنادق بعضها عن بعض إلا في الأبعاد، ويشتمل كل منها على طابقين أو ثلاثة طوابق، ولكن من المؤسف أنها تعرضت لحالة خراب إذ لم يعد يناسب مالكها من الناحية الاقتصادية والعناية بصيانتها وبترميمه، علماً بان الغرض الذي أنشئت أصلاً من أجله قد تغير أيضاً، ففي واقع الأمر نجد حالياً أن بعض بيوتها (حجراتها) قد أخذ أرباب الحرف (مثل الكهربائيين) يزاولون نشاطاتهم.

الحمام في العمارة الليبية

إن لتركيب الحمام الإسلامي شبهاً كبيراً بالحمام الروماني الذي ينحدر هو أيضاً من أصل شرقي، إذ أن طريقة تسخين المياه موقد مدفون تحت الأرض وأنابيب لدخان مبنية تحت البلاط، والتقسيم الداخلي قاعة باردة وقاعة دافئة وأخرى حامية وطريقة تسقيف المحال الرئيسية (قباب وقبوات) جاءت مماثلة في الحالتين كلتيهما.


شارك المقالة: