تميزت العمارة الإسلامية بوجود أنواع مختلفة من القباب، كانت القباب تستعمل كغطاء للأضرحة خاصة، كما كانت تستعمل كمنارة في أسقف المساجد وردهات الدور لإضائتها، كذلك الحمامات كانت تسقف من خلال القباب، ولم تستعمل القبة مطلقاً كمظهر خارجي للأبينة غير الدينية في العصور الإسلامية، كما استعملت القباب لتغطية الميضأة التي أقيمت في وسط صحون المساجد المكشوفة، لذلك كانت القبة من أهم مميزات العمارة الإسلامية؛ وذلك لكثرة استخدمها في مبانيها.
تطور القباب الإسلامية:
لعل أجمل القباب الإسلامية هي الموجودة في مصر وسوريا، كما يرجع أقدمها إلى العصر الفاطمي، كانت مقرنصاتها مكونة من حطة واحدة في البداية، ثم تطورت بعد ذلك إلى حطتين في القرن الثاني عشر، كما دخل الضلع في العصر الأيوبي وزادت الزخارف الجصية، كما امتازت القباب الجصية بارتفاعها وتناسب نسبها، كما كان يوجد عليها من الخارج زخارف جميلة من عصر المماليك، وتعدد أنواع القباب في العصور الإسلامية.
قد كانت القباب في العهد الأول حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي صغيرة، كما اقتصر استعمالها لتغطية الأمكنة أمام المحراب، ثم انتشر استعمالها للأضرحة، كما تم استعمال عقود الزواية لتيسير الانتقال من المربع إلى المثمن، ولما تعددت مثل هذه العقود وصغرت ونظمت في صفوف نشأت الدلايات المقرنصة التي انتشر استعمالها في جميع القباب في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي.
كانت القباب الأولى تبنى بالطوب، وأول قبة بنيت بالحجر عام 1401 ميلادي في القاهرة، والشكل النموذجي للقبة القاهرية يطابق تماماً شكل العقد المشهور وهو المخموس، ولتحديد شكل القبة يرسم دائرة بقطر يماثل فتحة القبة، ومن المركزين يعين بعداً على المحور بقدر ثلاثة أثمان القطر، ثم يرسم قطر الدائرة المعلومة ويرسم قوسين ليتقابلا في نقطة.
أما تأثير الانتقال من المربع إلى المثمن في الخارج، فكان يعمل ثلاث درجات أو المستويات المائلة بالحليات، أما إذا كانت القبة من الطوب فكان منظرها الخارجي بسيطاً، أما إذا كانت بالحجر فكانت تشغل بزخارف مموجة محلية بأشكال هندسية أو مورقة، وكثيراً ما يظهر سطر الكتابة حول القاعدة الإسطوانية للقبة، كما يعلو القبة نهاية معدينة يتوجها هلال مثلها كمثل المآذن، ويلاحظ أن القباب في عهد الأتراك كانت قبيحة المنظر (مفطوسة) خالية من الزخارف.