ظهرت القباب والأضرحة كمكان بسيط يميّز مدافن الشيوخ الأجلاء والأولياء الصالحين وآل بيت النبي، وكانت القباب معماراً مسقوفاً تعلوه قبة تميزه، وتقام فيه الصلاة أو الدراسة، أما الضريح فغالباً ما يضمه مسجد في حال أضرحة الأولياء الصالحين وآل البيت، ويبنى المسجد بعد استقرار الضريح واهتمام الناس به.
بمرور الوقت أصبح الضريح غرفة داخل المسجد، يحيط بها سور مزخرف ليحمي الضريح من الناس الذي يتوافدون عليه للزيارة، وفي بعض الأحيان يكون هذا السور شبه بناء كامل من المعادن الثمينة، مثل الفضة كما هو الحال في ضريح الإمام الحسين.
أما الأضرحة الخاصة بالخلفاء والسلاطين فتقع في معظم الأحيان في جزء مستقل في أي مبنى قاموا ببنائه مثل المسجد أو المدرسة أو مجمع، كما هو الحال مع معظم السلاطين المماليك.
قبة وضريح الإمام الشافعي:
ضريح الإمام الشافعي من أكبر الأضرحة، وقد بنيت قبة الإمام الشافعي في عهد الملك الكامل عام 608 هجري، ويتكون الضريح من طابقين، يبلغ ارتفاع الأول 10.62 ميلادي، والثاني 6.16 ميلادي، ويبلغ اتساع المدخل الرئيسي للضريح 1.58 ميلادي، وبلطت الردهة بفسيفساء من الخزف على شكل نجمة، وتحيط بأركان المبنى الأربعة مقرنصات، وتعلو الجدران زخارف تعلوها نوافذ ذات عقد مدبب.
يضيئ الضريح نافذتان، واحدة في الضلع الشمالي والأخرى في الضلع الشمالي الشرقي، يبلغ اتساع الواحدة منها مترين، وارتفاعها نحو مترين ونصف المتر، وتعلو النافذة زخرفة من الخشب، يحتوي حائط القبة على ثلاثة محاريب، وقد قسمت جدران الضريح إلى شرائط مزخرفة تبدأ ببلاطات من الرخام الملون يعلوه إفريز خشبي ويتخلل الإفريز المحاريب.
يحيط بالضريح من الداخل إفريز خشبي مثمن الشكل محفور بكتابات من الخط الكوفي، ويعلو كل حائط خمس نوافذ على صفين، ثلاث في الصف الأول واثنتان في الصف الثاني، وهي مملؤة بالجص، وتتكون القبة من ألواح خشبية مثبتة على أربعة أربطة مختلفة الارتفاعات، وتغطى القبة بالقصدير، وتوجد نافذة للتهوية، ويحتوي الضريح على أربع مقابر، للإمام الشافعي ولأم السلطان الكامل، وللسيد محمد بن عبد الحكم. جدد الضريح عدة مرات في عهد السلطان الأشرف قايتباي قنصوه وعلي بك الكبير وعبد الرحمن كتخدا.