القبة الصليبية في سامراء

اقرأ في هذا المقال


تقع القبة الصليبية على هضبة إلى الجنوب من قصر العاشق بسامراء، وقد بنيت هذه القبة سنة 248 هجري وأمرت ببنائها أم الخليفة المنتصر، ويرى الباحثين أن تسمية القبة بالصليبية جاءت من هذه السيدة كانت صليبية قبل أن يتجوزها خليفة المسلمين، ولكن هذا رأي غير مقبول من جانب كثير من الباحثين الذين يعتقدون أن التسمية ترتبط ارتباطاً واضحاً بشكل تخطيط وتصميم البناء وخاصة المداخل المحورية في الواجهات التي تقابل الجهات الأصلية الأربعة والتي تتعامد بشكل صليبي.

التحليل المعماري للقبة الصليبية في سامراء

بنيت القبة باللبن والجص كما هو الحال في بقية القصور العباسية كقصر العاشق، وملطت الجدران بطبقة من الجص وتخطيط القبة يسيطر عليه الشكل الثماني، وحجرة الدفن مثمنة الشكل يبلغ طول كل ضلع من أضلاعها 3.30 متر وترتفع جدرانها إلى مستوى منطقة الانتقال التي تحمل القبة 5 متر، ويتوسط كل جانب من الجوانب الأربعة المواجهة للجهات الأصلية الأربع مدخل معقود بعقد مدبب وهذه المداخل الأربعة على محاورها أربعة مداخل في الجدران الخارجية للرواق المثمن الذي يحيط بحجرة الدفن.

وهذه المحورية في التخطيط كونت الشكل الصليبي الذي يرى مع الباحثين أنه سبب تسمية القبة بالصليبية، ومنطقة انتقال القبة التي تحول المسقط المثمن إلى مسقط مستدير تقوم عليه بدن القبة، وهو عبارة عن ثماني حنايا ركنية معقودة بعقود مدببة وكان يعلو منطقة الانتقال القبة المدببة، وقد أعيد ترميم القبة في إطار هذا التصور.

خصائص القبة الصليبية

يحيط بحجرة الدفن رواق مثمن يبلغ اتساعه 2.60 متر في كل جانب من الجوانب الثمانية ويحده من الخارج ثمانية جدران يبلغ طول كل منها 7.70 متر وترتفع هذه الجدران بنفس ارتفاع جدران حجرة الدفن ويُغطى هذا الرواق بأقبية نصف اسطوانية.

وفي سنة 1977 أجريت تحريات أثرية في الموضع المحيط بالقبة، وكشفت مديرية الآثار العراقية أثناء هذه التحريات عن جملة مرافق تحيط بالبناء الرئيس وتتصل به وتتألف من حجرات مستطيلة المسقط، حيث يلاحظ أن مساحتها صغيرة نسبياً وجدرانها غير مرتفعة ومغطاة بأقبية نصف أسطوانية ومعظم هذه الحجرات مشيدة بالجص والحصى ويتصل بعضها ببعض وتتألف بصورة أساسية من أربع مجموعات متناظرة بشكل صليبي أيضاً.


شارك المقالة: