القبة في المدافن الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


سمات القبة في المدافن الإسلامية:

تعتبر القباب من أهم العناصر الإنشائية في الهندسة المعمارية، تطورت القبة من حيث مواد بنائها وهيئة قطاعها والزخارف التي تكسوها من الداخل والخارج، وقد بنيت القبة الفاطمية بالآجر، وقطاعها نصف دائري ومدبب قليلاً في بعض الأحيان، وأحياناً يكون مدبب من النوع ذي الأربع مراكز، ومن أمثلة ذلك قباب أسوان، والنموذج الأصلي لهذا النوع من القباب التي على هيئة عقود مدببة من النوع ذي الأربع مراكز نراه في جامع القيروان.
واستمر الآجر مستخدماً في بناء بعض القباب الأيونية مثل قبة الخلفاء العباسيين وقبة شجر الدر، وأصبح قطاع القبة على هيئة عقد مدبب من النوع ذي الأربع مراكز في قبة الخلفاء العباسيين، أو على هيئة عقد منكسر كما في قبة شجرة الدر.
وعرفت في عصر المماليك أيضاً قباب ذات المناور أو الجواسق، ويتضح ذلك في القبة المعروقة بقبة المنوفي، وفي قرافة السيوطي توجد قبة صغيرة مضلعة بأعلى القبة الكبيرة، وبذلك يكون مهندسها قد سبق عصر برونولسكي الذي نسب إليه في وقت ما اخترع هذا النوع من القباب في مدينة البندقية.
ظهر أيضاً في العصر المملوكي نوع من القباب يعرف بالقباب السمرقندية، ومن أمثلتها قبة مدفن صرغتمش، وتمتاز القباب السمرقندية برقبتها الطويلة التي يقل قطرها عن قطر البدن نفسه، وبيدأ تكوير القبة من الداخل ابتداء من عقد شباك الرقبة، بينما يبدأ من الخارج مسافة كبيرة من عتب الشباك.

المواد المستخدمة في بناء القبة:

استخدم الخشب إلى جانب الآجر أيضاً في بناء القباب، ويتضح ذلك في قبة الإمام الشافعي واستمر استخدامه أيضاً في بعض القباب المملوكية، كما هو الحال في قبة محراب جامع الظاهر بيبرس البندقداري، وظل الآجر مستخدماً في بناء غالبية القباب في عصر المماليك البحرية، بينما عدد قليل استخدم الحجر في بناء القبة.
كما شاع بناء القباب بالحجارة خلال القرن التاسع والعاشر الهجري، عدا أمثلة نادرة جداً استخدم فيها الآجر في بناء القباب، كما هو الحال في قبة معبد الرفاعي بالصحراء، وممّا لا شك أن شيوع بناء القباب بالحجارة ساعد على زيادة الإثراء الزخرفي للقبة، كما ساعد أيضاً على إتقان نسبها من حيث زيادة ارتفاعها بالنسبة إلى عرضها.


شارك المقالة: