إن المئذنة كناية عن برج ملاصق للمسجد يقوم المؤذن من أعلاه في أوقات معينة بدعوة المؤمن بصوت مرتفع إلى الصلاة، لقد سن هذه الطريقة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلا أن الآذان في زمنه كان يرفع من أعلى سطح أو من أعلى نخلة.
وصف المآذن في المساجد الليبية
في ليبيا نجد في الواقع تشكيلة من نماذج أنواع المآذن، رغم أن النوع الأكثر انتشاراً يتمثل في بدن اسطواني يتراوح طوله ما بين الخمسة أمتار والخمسة والثلاثين متراً، وفي أعلاه شرفه واحدة ويكلله قمة مخروطية الشكل تماماً بزاوية حادة، إن أشبه مئذنة بها هي المئذنة العثمانية.
هذا ويؤكد التيجاني من جانبه أن الجامع الكبير في طرابلس (الذي هدم في القرن السادس عشر للميلاد) كانت له مئذنة قائمة على عمودين مستديرين وأن تصميمها يصبح عند منتصف طولها مسدس الشكل.
وأن نوعاً آخر من المآذن الموجود في ليبيا يتمثل في المئذنة المربعة المستلهمة من المغرب، والتي تعلوها شرفات في شكل تضاريس، ويدخل ضمن هذا الصنف مئذنة جامع الناقة ومئذنة جامع محمد (الذي أزيل ليحل محله جامع جديد) في طرابلس.
خصائص المآذن في المساجد الليبية
وجد نوعاً آخر من المآذن وهي المربعة والتي يتناقص قطرها من أسفل إلى أعلى، حيث يوجد في كثير من المساجد القديمة المسطحة السقوف في المناطق الجنوبية من ليبيا، وأفضل مثال على ذلك هو جامع سوكنه، حيث الاتصال بشعوب الأقاليم الإفريقية الواقعة في أقصى الجنوب قد اعطى ثماره، كما يعثر المرء على مآذن مستديرة يعلوها (برنس) مخروطي الشكل تنتهي قمته بزاوية منفرجة.
وهذه الأعمال مهمة لأنها مبنية عادة من الحصى والوحل والصلصال، ويمكن للمرء أن يشاهد في ليبيا نموذجاً لهذا النوع إضافة إلى عمارة الجامع الذي كان قد أنجز إبان العهد التركي بواسطة مهارات محلية اتبعت في بنائه أساليبها الخاصة، كما يقوم مقام المئذنة ولكنه يقام فوق سطح المسجد ويتكون من أربعة أعمدة رفيعة تعلوها قبيبة نادراً ما يزيد ارتفاعه على ثلاثة أمتار، وأكثر ما يعثر المرء على هذا اللون من المآذن في المناطق الريفية.