المآذن في عمارة المساجد الهندية

اقرأ في هذا المقال


المئذنة هي موضع الآذان ومكان المؤذن الذي يدعو إلى الصلاة، وقد عرفت بعدة أسماء منها مناة ومنار وصومعة وأحياناً عساس كما تعرف في بلاد المغرب العربي، وكل هذه الأسماء تؤدي غرضاً واحداً ووظيفة واحدة هي إعلام الصلاة في مدى بعيد من مكان مرتفع.

خصائص المآذن في العمارة الإسلامية

إذا تتبعنا تاريخ هذا العنصر في العمارة الإسلامية نجد أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يتخذ المآذن في المسجد النبوي ولا الخلفاء الراشدين من بعده، ويذكر أن أول من جعل للمسجد النبوي مآذن هو عمر بن عبد العزيز، حيث أقام سنة 91 هجري أربع مآذن في كل زاوية مئذنة، وكان مداها يطل على دار مروان، فلما حج سليمان بن عبد الملك آذن المؤذن فاطل عليه فأمر سليمان بتلك المئذنة فهدمت إلى ظهر المسجد.

أما في مساجد الأمصار العربية فيعود أقدم ذكر للمئذنة في مسجد البصرة، حيث ورد أن زياد بن أبيه والي معاوية بن أبي سفيان على البصرة بنى منارة بالجر لمسجد البصرة وكان ذلك عام 45 هجري بعد إعادة بناءه للمسجد. ومن بعدها وردت أخبار بناء مسلمة بن مخلد أربع صوامع في أركان جامع عمرو بن العاص بالفسطاط، وكان ذلك بناءً على رغبة الخليفة معاوية بن أبي سفيان سنة 53 هجري.

أما أقدم المآذن الإسلامية وأشهرها والتي ما زالت محافظة على شكلها الأول بالرغم من التجديدات التي طرأت عليها، فهي مئذنة جامع القيروان.

وصف المآذن في المساجد الهندية

إذا انتقلنا إلى الهند نجد أن المآذن الهندية قد تأثرت بطرز المآذن ذات البدن الاسطواني، وقد تمثل ذلك في أشهر المآذن الإسلامية وهي مئذنة القطب منار دلهي والمشيدة عام 594 هجري من قبل قطب الدين أبيك باني مسجد قوة الإسلام.

إلا أن من الملاحظ على عمارة المساجد الهندية والمشيدة في فترات لاحقة لتاريخ بناء مسجد قوة الإسلام هو خلوها تماماً من المآذن، حيث لم نجد استخدماً لهذا العنصر في تلك المساجد سواء تلك المشيدة في العصور السابقة للمغول كما هو الحال في مسجد كالان بمنطقة نظام الدين في دلهي.


شارك المقالة: