المآذن في مساجد تلمسان

اقرأ في هذا المقال


مميزات المآذن في مساجد تلمسان:

أهم ما يميز المآذن التلمسانية شكلها التربيعي، ورغم أن هذا الشكل للمآذن كان معروفاً في المغرب الإسلامي والأندلس على حد سواء، وبغض النظر عن التاريخ الذي أنشئت فيه المآذن التلمسانية فإن وضعها المكاني يختلف من مسجد إلى آخر، فمنها التي تقع في وسط من نهاية جدار الصحن مواجهة للمحراب، ومنها التي تقع في الركن الأيمن من الصحن مثل مسجد سيدي إبراهيم، كما أن بعضها يقع في الركن المعاكس (أي الجهة اليسرى) من جدار الصحن دائماً، كمسجد الإمام، وخلافاً لكل ذلك فإن مئذنة مسجد أبي الحسن قد بنيت خلف جدار القبلة في ركنه اليسار.
وللإشارة أيضاً نشير إلى أن مئذنتي مسجد ندرومة ومسجد مدينة الجزائر تقعان في الركن الأيسر من جدار الصحن الخلفي، ومع اختلاف مواقع المآذن، فإنها تمتاز بنمط واحد وتصميم واحد بزخرفة واحدة على وجه العموم وبعض الاختلافات الفروقية البسيطة.

تصميم المآذن في مساجد تلمسان:

إن المآذن من حيث تصميمها المعماري تقسم إلى قسمين رئيسيين، هما الهيكل أو الجذع المربع والجوسق المربع أيضاً، والذي هو أقل من تصميم المئذنة في ضعفين على الأقل، أما من حيث التقسيم الزخرفي فمآذن تلمسان تمتاز بثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأول يبتدئ فوق قاعدة الجذع ويحتوي على عقد أصم مشرشر أو مزدوج الفصوص مطوق بنطاق بارز عنه مثل مئذنة مسجد سيدي إبراهيم، أو يحتوي على مستطيل مزدان في أعلاه بصفين من المعينات ذات الدلايات الرشيقة، وهي بذلك تشبه العرانيس النباتية المتشابكة، ونجدها بالخصوص في مئذنة المشور.
والقسم الثاني هو الأهم، فيمكن القول أنه يتكرر تقريباً في كل المآذن، ولم تشذ عن هذه القاعدة إلا مئذنة المشور، التي كان الأوسط فيها هو القسم الأسفل في بقية المآذن، وتقوم زخرفة هذا القسم على عنصر المعينات المتاشبكة أو تعقيدها ولا يكون بتضييقها أو اتساعها تبعاً لبدن المئذنة.
ومن المعتقد أن اختلاف ارتفاع المآذن جاء بحسب موضع المئذنة؛ لذا نجد مئذنة أغادير أطول المآذن المدروسة بسبب وجودها في منخفض بالنسبة لبقية المآذن، والقسم الأخير من المئذنة يمتاز بواجهة تحتوي على عقود مفصصة أو بدونها، ترتكز منابتها على عميدات ( تصغير عمود) ورؤوسها أقرب ما تكون إلى زهرة الزنبقة.


شارك المقالة: