اقرأ في هذا المقال
مميزات المجمعات الشعائرية غير المنتظمة:
يمثل هذا النمط النوع الثاني والرئيسي من تخطيط المعابد في اليمن القديم إلى جانب المعابد المستطيلة بنوعيها، وهو نمط له خصائصه ومميزاته التي تميز بها عن المعابد المستطيلة، كما أن له وظائفه الخاصة التي اختلفت في أغلب الأحيان عن المعابد المستطيلة، ويتميز هذا النوع بكبر مساحته وتعدد وحداته المعمارية.
ورغم قلة عدد المكتشف من هذا النمط من التخطيط إلا أنه لعب دوراً هاماً في الديانة اليمنية القديمة نتيجة لوظائفه الخاصة التي يقوم بها والشعائر والطقوس الدينية التي تقام فيه، والتي اختلفت عن تلك التي كانت تقام في المعابد المستطيلة، كما أنه كان يتجمع بها عدد كبير من المتعبدين.
ومن مميزات ذلك النوع من المعابد أن الطقوس التي كانت تقام فيه اقتصرت على أوقات معينة من السنة، وهي بذلك طقوس موسمية، وبالتالي فلم تستخدم بشكل دائم ويومي من قبل المتعبدين، إلى جانب أنها عبارة عن مزارات لطلب حاجات معينة من الآلهة مثل إنجاب الأطفال من قبل النساء والحج طلباً للشفع.
نماذج المجمعات الشعائرية غير المنتظمة في اليمن القديم:
كل ما كشف من نماذج لهذا التخطيط حتى الآن يقتصر على كل من مملكتي سبأ ومعين ونموذج واحد في مملكة قتبان، وهو مجمع مشترك مع مملكة سبأ وذي ريدان، وهذا لا ينفي وجوده في الممالك الأخرى والأمر رهن الاكتشافات في المستقبل.
ونموذج هذا التخطيط يتمثّل في أكثر من معبد، أهمها معبد للإله أوام جنوب مدينة مأرب، والذي قدم الكثير من المعلومات عن العمارة الدينية في اليمن القديم بسبب التنقيب في جزء منه بين عامي 1951 و 1952 ميلادي من قبل المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان، والمعبد يتكون من أكثر من منشأة الجزء الرئيسي فيه عبارة عن شكل بيضاوي غير مكتمل الاستدارة، إذ توجد به فتحة طولها 25.5 متراً في الجهة الشمالية الشرقية، بنيت فيها قاعة مدخل مستطيلة الشكل، وقد مر البناء الرئيسي بعدة مراحل معمارية، أهمها التي تمت في منتصف القرن السابع قبل الميلاد.
وتبلغ قياسات الجزء البيضاوي في المحور الطويل المتجه شرق – غرب 100 متراً، والمحور القصير المتجه شمال -جنوب 75 متراً، وإلى جانب الفتحة التي بنيت فيها قاعة المدخل يوجد باب جانبي فرعي في الجهة الغربية يبلغ ارتفاعه 2.55 متراً وعرضه 88 سم، ويحتمل أنه كان يقفل بباب خشبي.