اختلفت المعاجم اللغوية في تحديد معنى التسمية واشتقاقها اللغوي، فمنهم من ذكر بان كلمة محراب مشتقة من حرب، أي محاربة النفس للشيطان، وقيل أن محراب هو شديد الحرب، وقيل أنه التباغض ومهما يكن من أمر فإن المحراب هو المكان الذي ينفرد به الإمام ويتباعد عن الناس، ولهذا سمي محراباً وهو ارفع بيت في الدار وارفع مكاناً في المسجد.
خصائص المحاريب في العمارة الإسلامية
قد تعرض المحراب كغيره من العناصر المعمارية الإسلامية إلى عملية الاستلاب والتجريد الحضري شأنه في ذلك شأن العناصر الأخرى ولا سيما المتمثلة في المسجد، فأشار بعض المستشرقين إلى ان أصله عربي وأنه أقتبس من أهل الديانات السابقة للإسلام، فمنهم من قال أنه أخذ من المعابد البوذية وذهب بعضهم إلى أنه اشتق من الكنائس القبطية.
وصف محاريب المساجد الهندية
إن الملاحظ على تصاميم المساجد الهندية هو تعدد المحاريب في جدار القبلة وهي ظاهرة نجدها في معظم المساجد الهندية والتي هي لا شك لغرض جمالي زخرفي، وعلى ما يبدو أن عدد تلك المحاريب كان يعتمد في الأساس على عدد بلاطات بيت الصلاة، حيث نجد بعض المساجد تحوي على ثلاثة محاريب كما هو الحال في مسجد عيسى خان وافسارولا فيما حوى البعض الأخر على خمسة محاريب، وذلك ما نجده في مسجد جمالي كمالي ومسجد كيلاكونا، وقد يصل عددها إلى سبعة محاريب كما هو الحال بالنسبة للمسجد الجامع في دلهي.
ومما تجدر الإشارة إليه أن ظاهرة تعدد المحاريب ليست حديثه العهد في العمارة الإسلامية فقد وجدت في المساجد منذ عهود إسلامية سابقة كما هو الحال في المسجد الأموي في دمشق وجامع احمد بن طولون في مصر وغيرها من المساجد.
أما من حيث تصميم المحاريب فبصورة عامة يتخذ المحراب ثلاث هيئات وهي المحاريب المجوفة والمسطحة والمنزوية، والذي يهمنا من تلك الأصناف المحاريب المجوفة وذلك لشيوع استخدامها في المساجد الهندية والتي تمثلت في أشكال عدة منها تجاويف مفردة وأخرى مزدوجة.
أما التجاويف المفردة فكانت على هيئتين الأولى ذات تجويف مستطيل، وقد تمثلت في المحاريب الجانبية لمسجد فاتح بور سكري ومحاريب مسجد كافوري.