ميزات المحاريب في العصر المملوكي:
المحراب أحد العناصر الرئيسية الهامة في العمارة الإسلامية، وقد استخدم في المنشآت الدينية لتحديد اتجاه المصلين جهة الكعبة المشرفة، وقد تعددت أشكاله وزخارفه، فمنها ما كان محراباً مجوفاً بسيطاً حجرياً أو جصياً، ومنها ما كان محراباً يكتنفه عمودان مختلفان (في الأركان) يحملان عقد طاقية المحراب، ومنها ما كان مسطحاً.
وقد اهتم فنانو العصر المملوكي عامة وعصر المؤيد شيخ خاصة في نقش وزخرفة المحاريب بالرخام الملون والدقيق، والذي يشكل زخارف هندسية ونباتية رائعة بلغت غاية الدقة والاتقان في هذا العصر، وكانت هذه الزخارف تملأ المحراب جميعه من طاقيته وحنيته، أما جانباه فكان بهما عمودان من الرخام في كن مخلق.
وقد وصلنا من هذا العصر محراب كامل هو محراب جامع المؤيد شيخ وبقايا المحرابين الأصليين لمدرسة القاضي عبد الباسط ومدرسة قاني باي المحمدي، أما محراب مسجد عبد الغني الفخري فقد جدد بالكامل في العصر العثماني، كما يوجد محراب حجري بسيط خال من الزخارف بكتاب المؤيد بالقلعة.
خصائص محاريب العصر المملوكي:
يعتبر محراب مسجد المؤيد شيخ من أفخر المحاريب في العصر المملوكي ليس فقط من حيث ضخامته وارتفاعه الذي بلغ أربعة أمتار، ولكن أيضاً من حيث دقة الترخيم والزخارف وتعدد الألوان، وهو محراب مجوف يكتنفه عمودان يتوج كلا منهما تاج على هيئة مقرنصات مذهبة.
وتنقسم زخارف المحراب ثلاثة أقسام، القسم السفلي قوام زخارفه أشرطة رخامية بيضاء وسوداء وحمراء يتخللها عنصر زخرفي متكرر وهو العقد المحلى، والجزء الأوسط قوام زخارفه وحدة زخرفية متكررة عبارة عن وردة ذات ثلاثة فصوص، وزخارف هذا الجزء من الرخام الأبيض والأسود.
ويعلو الجزء الأوسط شريط من الزخارف تمثل أعمدة صغيرة من الرخام ذو لون فيروزي، وتتكون زخارف طاقية المحراب من دالات من الرخام الأبيض والأسود ويحيط بطاقية المحراب من الخارج شريط من الزخارف الرخامية قوام زخارفه وردة ثلاثية من الرخام الأبيض والأسود.
أما محراب مدرسة القاضي عبد الباسط فهو خال من الزخارف، ولاشك أنه كان محراباً مزخرفاً كبقية محاريب هذا العصر، إلا أن معالمه القديمة ضاعت ولم يبق منه سوى حنية محراب يعلوها طاقية معقودة بعقد مدبب ويكتنف المحراب عمودان.