المحراب في المسجد النبوي الشريف

اقرأ في هذا المقال


خصائص محراب النبوي الشريف:

إن المحراب لم يكن يتوسط جدار القبلة، حيث كان أقرب إلى الشرق منه إلى الغرب، ونستطيع أن نرجع السبب في ذلك إلى أنه من باب الحرص على عدم تغيير موضع القبلة القديم، يؤكد ذلك ما ورد في المصادر التاريخية من أن عمر بن عبد العزيز لما سار إلى جدار القبلة دعا شيوخ من أهل المدينة من قريش والأنصار والعرب والموالي فقال لهم: (تعالوا احضروا بنيان قبلتكم، لا تقولوا غير عمر قبلتنا، فجعل لا ينزع حجراً إلا وضع مكانه حجراً.
لذلك يمكن القول بأن موضع محراب المسجد النبوي الشريف كان استثناء للقاعدة التي اتبعت في غالبية المساجد اللاحقة والمتمثلة في ضرورة أن يتوسط المحراب جدار القبلة إلا فيما ندر، وربما كان ذلك هو السبب الذي دفع العديد من المؤرخين والرحالة إلى القول بأن محراب المسجد النبوي الشريف يتوسط جدار القبلة، ومن هؤلاء ابن عبد ربه فذكر أنه في وسط السور القبلي أي جدار القبلة، وبعد ذلك زودنا بأدق وصف لدنيا حتى الآن.

سمات جدار القبلة في المسجد النبوي الشريف:

ورد في المصادر التاريخية أنه كانت توجد بجدار القبلة أربعة أبواب، وعلى ذلك فإنه يستدل من خلال نص ابن عبد ربه أنه لم يتبق منها قبل عام 300 هجري/ 912 ميلادي سوى بابان، أحدهما مستعمل وهو الباب الأيمن الخاص بدخول وخروج الإمام، أما الباب الآخر وهو الأيسر فقد كان مسدوداً كما صرح بذلك ابن عبد ربه نفسه، ولذلك لم يستطيع أن يحدد لنا وظيفته، إلا أنه من المرجح أن هذا الباب المسدود هو الشباك الحديدي، والذي وضع من أعلى ليحدد موضع خوخة آل عمر رضي الله عنهم التي ساد أثناء عمارة الخليفة المهدي.
ومن الملاحظ أنه لم يوقع هذان البابان في غالبية المساقط التي رسمت للمسجد النبوي الشريف سواء في عصر الوليد أو في عصر المهدي، وينفرد ابن عبد ربه بإشارة مهمة للغاية بخصوص سقف المنطقة التي تتقدم المحراب، كما أن المنطقة التي تتقدم المحراب كانت مسقوفة بسقف خشبي مذهب، وكان هذا السقف مجوفاً قليلاً كالمحار، ولعل ذلك ينفي ما أشار إليه البعض من أن هذا السقف كان على هيئة قبة.


شارك المقالة: