ما هي المدارس الإسلامية؟
انتشر في بلاد اليمن التخطيط المعماري للمدرسة كمشأة دينية بجانب الجوامع والمدارس في إطار العمائر الإسلامية، والمدرسة كتخطيط معماري لها وظيفتها الخاصة بتعليم الطلبة المذاهب الإسلامية أو بعضها، فضلاً عن العلوم الدينية الأخرى المتنوعة.
ومن المعروف أن التخطيط المعماري للمدرسة يختلف تماماً عن التخطيط المعماري للمسجد، فالمدرسة تعتمد على الإيوان والمسجد يعتمد على الرواق، فضلاً عما تتطلبه المدرسة كوحدة معمارية للدراسة والتعليم من مساكن للطلبة والأساتذة، كما أن طبيعية عمارة المدرسة تتوقف إلى حد كبير على المنشئ وأهميته، مثل حجم المدرسة ومشتملاتها المعمارية إن كان من إيوان واحد أو أكثر، بالإضافة إلى الوحدات المعمارية الأخرى الملحقة بها.
وظهرت المدرسة الإسلامية كنموذج من نماذج العمائر الإسلامية في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري في شرق العالم الإسلامي، إذ أنشئت المدرسة البيهقية والسعيدية وغيرها، ثم توقف إنشاء المدارس إلى أن بعث من جديد على يد الوزير نظام الملك في عهد السلاجقة في مدن نيسابور وبغداد وطوس وغيرها.
خصائص المدارس الإسلامية اليمنية:
لقد كان لبلاد اليمن نصيب وافر في إنشاء المدارس في مدنها وقراها، بحيث تعددت وتنوعت طبيعة العمارة فيها، ويتضح من العدد الهائل للمدراس اليمنية أهمية هذا البناء في فترات متلاحقة من تاريخ اليمن، بالإضافة إلى العدد الكبير من الطلاب الذين درسوا وتخرجوا منها، كذلك علماء اليمن ورجال الدين والفقهاء الذين كانوا أساتذة بهذه المدارس، حيث كان يبدو واضحاً شهرة بعض المدن اليمنية خاصة في وفرة المدارس بها عن غيرها، مثل مدينة زبيد التي احتوت على عدد كبير للغاية منها والتي لا يزال باقياً بها عدد من المدارس لا بأس به.
أما عن التخطيط العام للمدارس اليمنية فيبدو فيه من أول وهلة اختلافه إلى حد كبير عن غيره من الكثير من المدارس الإسلامية في أرجاء العالم الإسلامي، خاصة أنها كانت تستخدم في معظم الأحيان في تدريس مذهب واحد من مذاهب السنة.
هذا الأمر الذي انعكس على تخطيطها المعماري على شكل فناء أوسط مكشوف، في الناحية الشمالية منه بيت الصلاة وفي الناحية الجنوبية إيوان مفتوح على الفناء، كما يوجد بالمدرسة اليمنية مئذنة وإن كان هناك بعض المدارس لا تحتوي على مآذن، بالإضافة إلى مساكن الطلبة والمطاهير والحمامات وبرك المياه.