عرف المشرق الإسلامي منذ مطلع القرن الخامس الهجري العديد من المدراس وقد تم تشييد العديد من المدارس في المدن الإسلامية أهمها بغداد والبصرة والموصل ودمشق وغيرها، أما في سوريا فيرجع الفضل في تشييد المدارس إلى نور الدين الزنكي الذي بنى المدرسة النورية وهي المدرسة الأولى في دمشق، وقد استمر بناء المدارس خلال العصور المختلفة في جميع مناطق سوريا مثل حلب وحمص وبصرى، حيث تسابق الخلفاء والأمراء لبناء المدارس.
المدرسة الخسروية في حلب:
تقع المدرسة الخسروية في الجنوب من مدينة حلب، وهي أول مدرسة بنيت في حلب خلال العهد العثماني، بنيت في عهد خسرو باشا، مبنى الخسروية عبارة عن عمارة هامة تشمل جامع كبير ومدرسة وتكية ومطبخ، وقد تم بناؤها عام 951 هجري/ 1544 ميلادي، وتعتبر اليوم مقراً للمدرسة الشرعية في حلب.
مدرسة أبو الفداء في مدينة بصرى:
تقع مدرسة أبو الفداء في الجنوب الشرقي من مدينة البصرى وعلى الطرف الشمالي الشرقي من بركة الحاج، وهي مدرسة أيوبية فريدة من نوعها في عمارتها وهندسة بناؤها، حيث يوجد فيها مصلى عليه قبة مميزة ومئذنة.
تنسب المدرسة إلى الملك الأيوبي أبو الفداء إسماعيل أحد أولاد الملك سيف الدين أبو بكر، حيث قام تشييد المدرسة في عام 622 هجري/ 1225 ميلادي، وتستخدم المدرسة حالياً كمسجد يعرف بجامع الدباغة، له مئذنة ذات قاعدة مربعة الشكل.
المدرسة الشامية في دمشق:
تقع المدرسة في دمشق وتضم مسجداً وتربة، وبنيت من قبل ابنة نجد الدين أيوب ابن اخت الملك الناصر صلاح الدين حوالي سنة 887 هجري/ 1189 ميلادي، وتوفيت عام 616 هجري/ 1219 ميلادي ودفنت في تربتها.
أما من حيث التصميم المعماري فتحتوي المدرسة على صحن واسع مستطيل الشكل يوجد في وسطه بركة حجرية، كما يتقدم حرم المدرسة رواق له أقواس ترتكز على دعائم حجرية، ويرتفع فوق المبنى مئذنة حجرية مربعة الشكل، وأهم ما يميز البناء التربة المسقوفة بعقود متقاطعة تزينها كتابات ونقوش جصية جميلة.
في التربة ثلاثة قبور الأول لحسام الدين ابن منشئة المدرسة والثاني لزوجها الأمير محمد شيركوه والثالث لأخيها توان شاه، وعلى القبور الثلاثة كتابات تاريخية، ويستعمل البناء حالياً كمسجد يعرف باسم جامع الشمية.