المدخل المنكسر في عمارة بغداد

اقرأ في هذا المقال


يمكن الوصول إلى مدينة بغداد عبر مداخلها الأربعة من خلال “أزج” أي رحبة مستطيلة معقودة بقبو تتقدم السور طولها 10 متر وعرضها 6 متر وارتفاعها 10 متر، وهذا الأزج يفتح على الخارج بفتحة يلاحظ أنها جميعاً في اتجاه عقرب الساعة بحيث أن الداخل فيها يمر بالرحبة ثم ينعطف يساراً ليعبر فتة المدخل بالسور الخارجي.

خصائص المدخل المنكسر في عمارة بغداد

وهذا التخطيط الذي ينظر الداخل فيه إلى الانعطاف يساراً تخطيط مقصود لذاته، حيث أن المهاجم الذي يمر عبر هذا الأزج إلى فتحة المدخل يضطر إلى الانعطاف يساراً فتنكشف يمينه التي تحمل السيف غالباً، تتزاوج مع حيلة المدخل المنكسر حيلة أخرى تكمل الأداء حيث أن الأزج طويل ومظلم نسبياً لخلوه من أي فتحات للفضاء، ويُسبب هذا تفاوتاً في درجة شدة الضوء بين الخارج ومنطقة الأزج وهذا التفاوت، حيث يضعف لبرهة رؤية الجند المهاجمين في حين تكون عيون الجند المدافعين الحارسين للرحبة متأقلمة على درجة الإضاءة الضعيفة في رحبة الأزج.

وهذا التفاوت في الرؤية له أهمية حيث أنه يسهل إصابة المهاجمين ويقلل فرصتهم من مشاهدة الحرس والتعامل معهم، وهذه الحيلة المعتمدة على استغلال نسبة الضوء في مداخل المدن طورها الفاطميون في مدخل المدينة المهدية الذي اعتمد اعتماداً أكبر وبصفة أكثر تطوراً عليها في مدخل الذي سمي بسقيفة الكلحة، وهي تسمية تشير إلى مدى تحقيق الإظلام في ممر المدخل لتوظيفه لهذا الغرض.

وصف المدخل المنكسر في العمارة الإسلامية

تطورت فكرة المدخل المنكسر تطوراً كبيراً في العمارة الحربية الإسلامية ولتحقيقها خططت المداخل بصيغ مختلفة منها ما هو على هيئة الممرات التي تنكسر أكثر من مرة كما في المدن المغربية والأندلسية، ومنها ما نفذ بواسطة بناء الباشورة أما أبواب المدن من الخارج، كما في بعض أبواب القاهرة الفاطمية أو من الداخل والخارج لزيادة تصعيب المهمة على الجند المهاجمين في أمثلة أخرى من بوابات المدن.

ويمكن أن نشير إلى أن المدخل المنكسر في العمارة الحربية والذي يخطط بهيئة معينة تحكم المرور في اتجاه محدد بحيث ينعطف المار فيه بالضرورة يساراً يختلف عن المدخل المنكسر في الدور السكنية، حيث أن الممر المنكسر فيها كان ليؤدي وظيفة أخرى تتصل بمنع ضرر الكشف للمار في الشارع أو الداخل لكشف من بصحن الدار مباشرة.


شارك المقالة: