تصميم المدفن في العمارة السورية:
المدفن عبارة عن بناء سفلي مربع يعلوه منطقة انتقال، استعمل بها من الداخل في الأركان حنيات (Squinuches) ويعلو منطقة الانتقال رقبة القبة التي انتظمت بها نوافذ، وينتهي الإنشاء بخوذة القبة، وترجع أقدم المدافن إلى العصر الأيوبي، ولاحظ أن القبة المخروطية على مدفن نو الدين بن زنكي 1167 ميلادي، تتكون من خلايا متتالية من المقرنصات تظهر تأثير العمارة في بلاد ما بين النهرين على العمارة السورية.
أمثلة المدافن في العمارة السورية:
ومن أمثلة العصر المملوكي بسوريا قبة ركن الدين منكورس حوالي 1224 ميلادي والملحقة بالمدرسة الركنية البرانية الواقعة في سفح قاسيون، ويوجد بها منطقتان للانتقال فوق الجسم السفلي المربع، الأولى مثمنة بها حنايا فارسية الأصل يعلوها جسم ذو ستة عشر ضلعاً نظمت به نوافذ، يلي ذلك خوذة القبة ويشابهها في ذلك قبة عز الدين والتي كانت ملحقة بمدرسته التي دفن بها عام 1228 ميلادي وعلى هذا النمط نجد العديد من المدافن في سوريا.
وخلال القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي نشاهد مدافن عبارة عن قبة محمولة على أربعة عقود كبيرة ترتكز على أربعة دعائم، وعلى سبيل المثال مدفن المسجف المقامة عام 1230 ميلادي، وفي هذه الفترة استخدمت الحليات الجصية في تشكيل الأسطح الداخلية للمدافن.
وفي العصر المملوكي الجركسي ظهر الولع لعمل الزخارف النباتية والهندسية على السطوح الخارجية للقباب، هذا بالإضافة إلى استعمال الحجارة الملونة، وكذلك ازداد ارتفاع رقبة القبة، ومن الأمثلة المميزة بدمشق القبة المعروفة حالياً باسم قبة الطاورسية والتي كانت ملحقة بخانقاه اليونسية التي أقامها يونس الدوادار عام 1383 ميلادي، كذلك التربة بجامع التوريزي والتي أقامها حاجب الحجاب غرس الدين خليل 1419 ميلادي.
ولقد لوحظ أن استعمال المقرنصات في تشكيل الأركان الداخلية للقباب في منطقة الانتقال ليظهر في العمارة الجركسية بسوريا، رغم أنها شاعت في نفس الفترة في مصر، إلا أن المقرنصات استعملت في عقود المداخل الرئيسية للمباني الدينية.
أما المدافن في العصر العثماني فإنها كما هو الحال في مصر لم يعتنى بها ولا يظهر بها الكثير من التغيير، وعلى سبيل المثال مدفن درويش باشا والي دمشق، وهي تقع ضمن مجموعة معمارية تتألف من جامع ومدفن ومكتب وسبيل، والقبة لها طمبور من طابقين نظم بالطابق السفلي حنايا دائرية دون أن يكون لها مضمون وظيفي.