وصف عمارة المساكن بالحارات في مدينة القاهرة

اقرأ في هذا المقال


وصف مساكن الحارات في مدينة القاهرة

اشتملت الحارات على الدور السكنية، بالإضافة إلى المنشآت العامة الأخرى، كالمساجد والحمامات وغيرها، وقد وردت إشارات وأوصاف مهمة للدور والمنازل بالقاهرة منها ما ذكره ناصر خسرو (روائي) أنه سمع “أن بالقاهرة ثمانية آلاف منزل كلها من أملاك السلطان تؤجر شهرياً للناس حسب رغبة المستأجر وتحصل منهم الأجور في آخر كل شهر دون قهر”، وفي إشارة مهمة أن الخليفة أو الوزراء كان لهم دور مهم في إنشاء الدور بالقاهرة وتأجيرها لمن لا يستطيع أن يقوم بإنشاء دار لسكناه، وهي سياسة مهمة من جانب السلطة ساعدت على عمران القاهرة.

ويكشف ناصر خسرو -بصورة غير مباشرة- عن زيادة عمران القاهرة ومصر وكثرة الدور التي بها حتى أنه يقول “إن بمدينتي القاهرة ومصر خمسين ألف جمل لجلب المياه إلى جانب السقاءون الذين يحملون الماء على ظهورهم، ويستخدم السقاءون القرب لحمل الماء ويتجولون في الحواري الضيقة التي لا يستطيع الجمال دخولها”، وفي إشارة واضحة إلى أن دور القاهرة كان بها مواضع لحفظ مياه الشرب، أما الماء الذي يستخدم في الأغراض الأخرى بالدور وغيرها فكان يرفع من الآبار بواسطة السواقي.

خصائص المساكن في حارات القاهرة

ومن الروايات التي ذكرها ناصر خسرو تكشف عن ارتفاع المباني السكنية في مدينة القاهرة وتعدد طوابقها ما يذكره أنه في الوقت الذي كان فيه في القاهرة كانت تؤجر قطعة الأرض التي مساحتها عشرون ذراعاً في اثني عشر ذراعاً بخمسة عشر ديناراً تقريباً، ويوجد في مثل هذه المساحة (حوالي 60 متراً) بناء ذو أربعة أدوار، وكان صاحب المنزل يسكن في أعلى العمارة ويؤجر الأدوار الثلاثة الباقية للراغبين من الناس، وقيمة الأجر الشهري لكل دور خمسة دنانير مغربية في الشهر، وأراد أحد السكان أن يستأجر الدور العلوي الخاص بصاحب المنزل على أن الدفع خمسة دنانير مغربية كل شهر، إلا أن صاحب المنزل رفض مع أنه لم يسكن في ذلك الدور خلال العام إلا مرتين فقط.

ولهذه الرواية أهميتها في الكشف عن أن الامتداد الرأسي بالمباني كان ظاهرة معمارية في القاهرة في هذه الفترة التي زار فيها ناصر خسرو القاهرة عام 439 هجري.


شارك المقالة: