يعتبر العصر المملوكي (عصر الانفجار المعماري) وقد تعددت العمائر المملوكية من مساجد ومدارس وخانقاوات وأسبلة وكتاتيب وقيساريات وسواها، وسوف نتحدث عن أهمها وهو المسجد الأقصى وما أدخل عليه في عصر المماليك.
خصائص المسجد الأقصى في العصر المملوكي:
أبواب المسجد الأقصى تبلغ 19 باباً أربعة منها مغلقة بسبب الاحتلال ويسيطر اليهود على باب المغاربة، حيث مفتاحه معهم لأنه باب المصلى القبلي الذي يهدف اليهود لإزالته وبناء معبدهم فيه، والأبواب التي تعنينا هي باب الأسباط وباب حطة وباب العتم وباب الغوانمة وباب المطهرة وباب القطانين وباب السلسلة وباب الحديد وباب الناظر، وهي أبواب قديمة جددت عمارتها عبر العصور، فباب الناظر جدد زمن المعظم عيسى الأيوبي عام 600 هجري، وهو باب ضخم محكم البنيان ويغطي فتحته مصراعات من الأبواب الخشبية المصفحة بالنحاس، وجميع ما داخل الباب من أقبية ومباني وقفه الأمير علاء الدين الأيدغدي على الفقراء القادمين للقدس، وذلك زمن الظاهر بيبرس عام 666 هجري.
مآذن المسجد الأقصى في العصر المملوكي:
أما المآذن فللمسجد الأقصى؛ وهو ما دار عليه السور وليس المصلى القبلي ذو القبة الخضراء فقط، أربع مآذن أنشئت في العهد المملوكي، تقع ثلاثة منها على صف واحد غرب المسجد وواحد في الجهة الشمالية على مقربة من باب الأسباط، وهي كالتالي:
- المئذنة الفخرية: وتسمى كذلك مئذنة باب المغاربة، وتقع في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى، وهي على مجمع المدرسة الفخرية أنشأها القاضي شرف الدين بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي، حيث أشرف على بنائها خلال فترة عمله كناظر للوقف الإسلامية عام 677 هجري، وقد وظف المماليك ناظر الحرمين الشريفين ويقصدون بهما القدس والخليل.
- مئذنة باب الغوانمة: بناها كذلك القاضي المذكور في نفس العام ثم عمر بنائها الأمير سيف الدين تنطر الناصري نائب المآذن واتقن في عمارتها.
- مئذنة باب الأسباط: وهي في الجهة الشمالية للمسجد الأقصى، وهي من أجمل المآذن وأحسنها هيئة أنشأها الأمير سيف الدين سنة 769 هجري في عهد الملك الأشرف شعبان الثاني بن السلطان حسن الذي حكم من 1363-1376 ميلادي، وتعرف بالمئذنة الصلاحية لقربها من المدرسة الصلاحية وأعيد بناؤها بشكلها الحالي عام 1346 هجري بعد أن تهدمت في زلزال.
- مئذنة باب السلسة: وهي في الجهة الغربية من المسجد الأقصى على بعد أمتار من باب السلسلة وتسمى كذلك منارة الحكمة؛ لاتخاذها محكمة في العهد العثماني.