المسجد الجامع الموحدي في إشبيلية

اقرأ في هذا المقال


إن هذا المسجد الفريد الذي وصلنا منه صحنه المسمى صحن أشجار البرتقال، والخيرالدة مع ما جرى عليهما من تعديل وتحوير، حيث جرى إزالة الطابق العلوي للمئذنة المخصص للمؤذنين، حيث لم يتبق منه إلا أجزاء ضئيلة.

خصائص عمارة المسجد الموحدي في إشبيلية

كانت مئذنة الجامع مكونة من طابقين الأول أكبر من الثاني من حيث المخطط في الحالات الثلاث مثلما هو الأمر في المنارات الرئيسية الأموية بقرطبة، وعندما نريد الحديث عن تاريخ المساجد المرابطية والموحدية الكبرى فما علينا إلا أن نرجع إلى ما جرى في المسجد الجامع بقرطبة دون أن نهمل ذكر المسجد الجامع بالقيروان.

حيث نجد صحناً كبيراً فيه بوائك ثلاث تسبق الحرم المكون من عدد من الأروقة المتعامدة على حائط القبلة الذي يأخذ الاتجاه الجنونبي الشرقي مع وجود مئذنة عادة ما نراها في الحائط الشمالي للصحن والمحراب، تلك الكوة ذات الأضلاع وذات عقد المدخل المزخرف، وتجدر الإشارة أيضاً إلى نمط حرف T في نقطة التقاء البلاطة الرئيسية والبلاطة الموازية لحائط القبلة، هذه هي الصورة النمطية للمساجد الجامعة في المغرب الإسلامي كافة، فالمخطط مماثل دائماً لما نجده في المساجد الجامعة في المشرق الإسلامي وعلى رأسها المسجد الأقصى.

وصف المسجد الجامع الموحدي في إشبيلية

إذا تناولنا الآجر الذي شيد منه المسجد علينا أن نتخيل نموذجاً لمبنى محلي سابق استخدمت فيه مادة البناء المذكورة، وهو اليوم غير قائم وعلى هذا فإن كلاً من الآجر والأكتاف المشيدة لم ترى قبل ذلك إلا في مسجد الباب المردوم ومسجد المنستير في ويلبه ومصلى جعفر في سرقسطة.

وعلى أية حال علينا ألا ننسى أن العرب في تونس استخدموا الآجر بشكل مكثف في بناء الأسوار، وكذلك في مساجد ومآذن الأمر الذي يؤكد المقولة التي تشير إلى انه طالما غاب الحجر ظهر الآجر المادة التي يسهل توفيرها وبتكلفة رخيصة إذ نراه قائماً هناك بمعزل عن التيارات الأسلوبية الكبرى.

فمن الواضح أن الطبقة الخارجية لحوائط المسجد الجامع بالقيروان وكذلك الأكتاف أو الدعامات هي من الآجر، كما أن الكتل الحجرية في المئذنة قطعت لتشبه الآجر، وإذا ما كانت المساجد الموحدية قصيرة الارتفاع نسبياً وشبه مربعة فإن الآجر يقوم بوظيفته على أكمل وجه.


شارك المقالة: