وهو يشبه الأنماط الآخر من نفس النوع إلا أنه يختلف عنه في أن بائكات الأروقة إما أن تتجه عمودية على جدار القبلة، وإما أن تتجه موازية لذلك الجدار، ولذلك اقتصرت تغطيته على الأسقف الخشبية التي تكون مسطحة غالباً ومسنمة (جمالونيه) أحياناً.
ومن هذه وتلك بقيت لنا بضعة مساجد منها مسجد مراد الثاني في أسكوب، وهو يشتمل على بائكتين عموديتين على جدار القبلة، وتتكون كل بائكة من أربعة عقود، مما أدى إلى تقسيم المسجد إلى ثلاثة أروقة: أوسطها أوسعها وأهمها، مما دعا البعض إلى تسميته بالنمط البازيليكي.
خصائص المسجد ذو الأروقة المغطاة بسقف خشبي:
يعد هذا النمط هو الآخر من الأنماط التي عرفتها العمارة الإسلامية المبكرة، ثم لم يلبث أن انتشر في العديد من الأقطار العربية والإسلامية قبل العصر العثماني، ومن امثلة هذا الطراز مسجد الخنكار أو الحاكم في الباسان بألبانيا، ويؤرخه كيل اعتماداً على خصائصه المعمارية فيما بين 896-905 هجري، وقد نسبه إلى غازي سنان باشا بروفيتنش الذي ينسب إليه تأسيس المدينة في أواخر 9 هجري.
أما تسميته بمسجد الخنطار أو الحاكم فربما ترجع إلى إصلاحه وتجديده وترميمه في عهد التنظيمات من قبل محمود الثاني أو عبد الحميدي الثاني، والمسجد يشتمل على بائكة واحدة من أربعة عقود موازية لجدار القبلة قسمت المسجد إلى رواقين، ويتوسط صدر المسجد المحراب وعلى جانبيه شباكان بواقع شباك بكل جانب، والمنبر بجوار الشباك الأيمن (بالنسبة للواقف تجاه المحراب)، وفي كل من الجانبين أربعة شبابيك بواقع شباكين للمسجد تجاه المحراب، ويسقف المسجد سقف خشبي مسطح ويتقدم المسجد رواق خارجي متسع لا يرجع إلى عهد الإنشاء الأول وربما من عصر محمود الثاني أو عبد الحميد الثاني.
أما النمط الآخر من هذا الطراز قد عرفته العمارة الإسلامية قبل الإمارات التركمانية بالأناضول والعصر العثماني المبكر، وترجع جذوره إلى العمارة الإسلامية المبكرة، كما انه انتشر في المشرق والمغرب على حد سواء قبل وجوجه بالأناضول، وهذا النمط لم يكن والآخر ببل كان هناك سلسلة حلقات طويلة أو مراحل تطور العمارة الإسلامية، تلك السلسلة لم تكتمل حلقاتها إلا على يد المعماريين في العصر العثماني.