وصف المنشآت التجارية العثمانية:
تعددت المنشآت التجارية وتنوعت إبان العصر العثماني، وتعكس المصطلحات التي عرفت بها واشتهرت مدى هذه التعدد، وذلك التنوع ومنها: الخان وكروان سراى والبادستان والاراستا، والخانات هي ما كان يقام داخل المدن وهي في ذلك مثل الوكلات في مصر، يؤكد ذلك ما ذكره المؤرخ المحبي في ق 11 هجري بقول: (الوكالة اسم للخان كما هو معروف في عرف المصريين والدمشقيون يسمونه قياسية) أما الخانات التي أقيمت خارج المدن، حيث الطرق المسلوكة ومحطات القوافل فقد عرفت باسم كروانسراى، بعد أن كانت تعرف من قبل بالاربطة، وذلك خلال عصرى القره خانيين والسلاجقة.
والبادستان ترجع بداية ظهوره إلى العصر السلجوقي، وقد اشتقت هذه اللفظة من كلمة البز الفارسية الأصل، ولا تزال هذه الكلمة مستخدمة حتى اليوم في تركيا للدلالة على نوع معين من النسيج القطني والصوفي، وستان هي الموضوع والمحل والمكان، وعلى ذلك تعني الكلمة في الأصل البازار أو السوق المخصص لبيع الملابس وأطلق على البائع البزاز، وبالتالي ظهر مصطلح بزستان ويعني بازار الملابس.
وقد حرفت كلمة البزازستان إلى البادستان في القرن 11 هجري كما ستدل من خلال ما أورده أوليا في رحلته، وعلى ذلك فإن مصطلح البادستان يطلق على جزء أو قسم من البازار (السوق) كان يخصص لبيع الملابس، بل إن بعض الخانات التي خصصت للغلاض نفسه عرفت بالبادستان.
خصائص المنشآت التجارية العثمانية أوروبا:
أما الأرستا فهي الأخرى لفظة فارسية الأصل تعني المزخرف أو المزين، ثم لم تلبث أن استعيرت منذ النصف الثاني من القرن 9 هجري للدلالة على نوع معين أو محدد وقسم من البازار، وقد أقيمت المنشآت بكثرة في أوروبا العثمانية، كما يستدل من تلك الإحصائيات التي أبرزناها عند دراسة مظاهر النشاط العمراني الهائل والمكثف إبان ذلك العصر، إلا ما بقي منه يعد قليلاً بل إن هذا القليل قد تعرض للكثير ولا سميا خارج تركيا من الإهمال والتخريب.
وعلى الرغم من ذلك فإن ما بقى يمكن من خلاله التعرف على المنشآت وطرزها وعمارتها ومفرداتها المختلفة وعناصرها المعمارية ونقوشها الزخرفية، كما أن وثائق الوقف وسجلات الأرشيف العثماني ولوحات الرحالة ورسوماتهم ومشاهداتهم تعد مصدراً مهماً لدراسة تلك المنشآت.