وصف المعابد المبنية داخل أسوار المدن اليمنية:
بنيت هذه المعابد في عصر الازدهار الحضاري للماليك اليمنية القديمة منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد، حيث تميزت هذه المرحلة ببناء عدد كبير من المعابد في كل الممالك اليمنية القديمة، ممّا وفر معلومات عن العمارة والتخطيط بدرجة تسمح بدراستها، حيث تمثلت عمارة وتخطيط المعابد في هذه المرحلة ارتقاء في المفهوم الهندسي من حيث إتقان الأشكال الهندسية ووجود نماذج ثابتة للتخطيط اتبعت في عدد من الممالك.
بنيت المعابد داخل عدد من المدن اليمنية القديمة التي تتبع ممالك مختلفة، بعضها نقب فيه وعرف تخطيطه وموقعه في المدينة، والبعض الآخر لم ينقب فيه ولا يعرف سور موقعه داخل المدينة من خلال الأجزاء الظاهرة فوق سطح الأرض، وأغلب المعلومات عن المعابد قدمتها مملكة حضر موت بسبب التنقيب الكامل فيها، حيث تم معرفة وظائف المباني التي تم الكشف عنها، ومنها معبد الإله سين الذي يقع في نهاية الشارع الرئيسي الذي يقسم المدينة إلى قسمين، ويمتد من البوابة إلى آخر المدينة.
وقد تم تمييز معبد الإله سين بواسطة السلم الكبير الذي يؤدي إليه، إلى جانب الكشف عن أعمدة البوابة وقواعد التماثيل النذرية، كما كشف عن معابد صغيرة أخرى في نفس المدينة، منها معبد الشمس، وقد أعيد تجديده في القرن الأول الميلادي.
المعابد الموجودة داخل المدن اليمنية:
في مدينة قنا (الميناء الرئيسي للمملكة) والتي تقسم إلى قسمين، مدينة علوية تقع على سفح الجبل، ومدينة سفلية في أسفله، عثر على معبد يقع ضمن حدود ما يسمّى بالمدينة السفلية بين المباني السكنية، ويتكون من أكثر من مبنى، وقد أُرّخ إلى القرن الأول قبل الميلاد.
أما في مملكة قتبان فلم يكشف حتى الآن سوى عن واحد داخل مدينة تمنع عاصمة المملكة، وقد بنى للإله عثتر، ويحتل منطقة مستطيلة قياساتها 48.8 *36.5 متراً، بالإضافة إلى معبد جنائزي (دفني) داخل مقبرة مدينة تمنع في وادي بيحان، ويقع في الجهة الشرقية من الموقع وما بقي منه على شكل فناء يتقدمه صف من الأعمدة.
وبذلك نستنتج أن المعابد كانت داخل المدن عبارة عن أماكن صغيرة، تحتوي مائدة قرابين أو أكثر، يتم من خلالها تقديم القرابين للآلهة بشكل يومي من قبل العائلات التي تسكن المدينة، ولهذا كانت صغيرة المساحة وبالتي كانت وظيفتها محدودة.