المعادن في العمارة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


خصائص المعادن في العمارة اليمنية القديمة:

استخدم المعماري اليمني عدد من المعادن التي جادت بها الأرض اليمنية في أجزاء مختلفة من المباني بحسب الاحتياج إليها، كما ابتكر الوسائل الخاصة بالتعدين لاستخراج المعادن من المناجم، ونشأت قرى خاصة يقوم أهلها بتلك العملية، وتزخر اليمن بأنواع كثيرة من المعادن، أهمها الحديد والنحاس والرصاص والفضة والذهب والفحم والكبريت.
وقسمت المناجم إلى ثلاثة أنواع من حيث الحجم، الأصغر يستخدم للاستكشاف ويتكون من حفرة أو حفرتين، والثاني هو أكبر من السابق ويصنف على أنه منجم صغير يتكون من حفرتين أو أكثر إلى جانب مباني صغيرة لإلقاء الخبث، والنوع الثالث هو المناجم الكبيرة ويتكون من منجم كبير وأماكن عديدة لإلقاء الخبث.

استخدامات المعادن في العمارة اليمنية القديمة:

إن أهم معدنين استخدماً في العمارة اليمنية القديمة هما النحاس والرصاص إلى جانب معادن أخرى أقل استخداماً في ذلك الجانب، إلا أنها استخدمت في أشياء تكميلية للعمارة مثل البرونز والحديد والذهب، وتمثل استخدام الرصاص في لحم الشقوق والفجوات في السدود والمعابد القديمة، حيث يلاحظ أن جدران بوابة التصريف في سد مأرب بنيت بحجارة منحوتة وصلت ببعضها البعض بواسطة أوتاد من الرصاص على شكل قضبان تلصق بين كل حجرين.
أما النحاس فقد استخدم مع مواد بناء خام أخرى في زيادة تقوية مباني السدود، وقد انتشر وذاع صيته عند المؤرخين القدماء ومهنم الهمداني، وعند وصف سد مأرب وجد أن جداره كان مثبتاً من الجانبين بحجارة تسمّى المعازب وقد لحمت بالنحاس، وكان يصب أيضاً بين المداميك وفي الأساسات لزيادة تماسك البناء.
والنحاس يدخل ضمن سبيكة البرونز الذي استخدم في اليمن القديم بشكل واسع وخاصة في طلاء أرضيات الأحواض المائية التابعة للمعابد، كما هو الحال في الحوض التابع لمعبد الإله أولم في مأرب، كما استخدم في تثبيت الأعمدة في المعبد، إلى جانب الاستخدام الشائع في صب النقوش النذرية البرونزية التي على شكل صفائح كانت تعلق في المعابد.
أما في مملكة حضرموت فقد استخدم البرونز في تغطية الأعمدة الخشبية المستخدمة في المعابد، ويبدو أن تلك التغطية كانت لإعطاء العمود منظر جميل لا يوفر الخشب غير النحوت أو المزخرف.


شارك المقالة: