المقرنصات في العمارة الإسلامية:
لعل أهم العناصر المعمارية التي انفرد بها الفن الإسلامي ما يسميه المعماريون بالمقرنصات، وهي عبارة عن زخارف على هيئة صفوف من الحنيات والتجاويف أو المحاريب الصغيرة، تتخذ في شكلها هيئة عقود متداخلة بعضها فوق بعض وتستعمل كوسيلة إنشائية أو زخرفية.
ففي الحالة الأولى (الدور الإنشائي) لعبت المقرنصات دوراً في تحويل المربع إلى دائرة لإنشاء القبة الدائرية، ومن الحنايا اهتدى الإنسان إلى عمل المقرنص (Stalactit) في زوايا الجدران وفي الأجزاء العالية منها، أما بالنسبة للحالة الثانية (الدور الزخرفي) فقد استعملت المقرنصات في جميع العصور الإسلامية في الواجهات والمداخل، ولقد ظهرت المقرنصات لأول مرة في عضد باب مدفن (جبنادي كابوس) في جورجان بإيران عام 397 هجري/ 1007 ميلادي.
بقيت المقرنصات تستخدم لوقتنا هذا وذلك نظراً لأهميتها التشكيلية، كما أن الاستمرار في استخدامها يساعد على الحفاظ على الطابع الإسلامي، ففي سوريا ومصر والمغرب العربي وجد حرفيون ابتكروا طرق جديدة لتركيب المقرنصات الخشبية، حيث استخدموا قطع مختلفة، بلغ عدد هذه القطع إلى اثني عشر قطعة، كما كان هناك محاولات مختلفة لكثير من معماريون العالم للاستفادة من المقرنصات في خلق تكوينات زخرفية مختلفة.
وصف المقرنصات في عمارة قطر:
وفي قطر مدخل وحيد موجود في منزل ناصر عبيدان بالجسرة يمتاز بوجود المقرنصات الركنية التي تقام عليها طاقية على هيئة نصف قبة تغطي سقف دهليز المدخل، وذكرنا هذا المدخل ليس الغرض منه المضاهاة أو المقارنة مع ما هو موجود من مقرنصات بالعمائر السلجوقية أو المملوكة الأقدم عهداً، ولكن المقصود منه إظهار الفترة المتأخرة واقتباساها ممن سبقها.
اعتنى المعمار القطري بالمدخل ومنحه مكاناً بارزاً في الواجهة، إذ جعله في دخله عميقة على جانبيها دكتين مستطيلتين للجلوس، كما يصل عمق الدخلة إلى ثلاثة أمتار وقد يبلغ عرضها مترين ويتقدم فتحة الدهليز عمودين أحدهما إلى اليمين والآخر إلى اليسار، وهما مندمجان في كيان جدار الفتحة، كما يعلو هذين العمودين عقد مدبب.
كما يكتنف جداري الدهليز دخلة مستطيلة عمودية غائرة بعض الشيء، ويتصدر الدهليز فتحة الباب وهو ذو مصراعين من الخشب، كما يغطي سقف دخلة الدهليز نصف قبة ترتكز على مقرنصات ركنية على هيئة معينات قائمة على رجلين.